في قاموس عشق لبنانهل نخطئ عندما نتطرف أم نصيب عندما نمسك الأمور من الوسط؟
بحسب فلسفة قياس الألم، هناك معيار احصائي كمي لقياس الألم المرتبط بكينونة الشقاء ومعيار آخر نوعي مرتبط بالآلية المناعية المتراكمة عبر سنوات الخبرة في مواكبة الألم وكيفية استثمارها في حل المشكلات بحيث يصبح الألم المتراكم معيارا قياسيا تشهد عليه تجاعيد النكبات.
التطرف هو السطحية بمظاهرها، فالتطرف مشتق من الطرف وهو امساكك على الجزء وليس الكل. أي أن يرى الشخص طرفا واحدا ورؤيا واحدة وهدفا واحدا وليس كلا وكما ونوعا ورؤى. التطرف هو قناعتك بشيء لدرجة “التطرف” في الدفاع عنه ومناصرته وانعدام أي رؤيا أخرى. هو تمسك بغباء واتباع بوفاء لقناعة عمياء بلهاء لعناء.
أجمل التطرف هو تطرف العاشق في حبه ووفاءه حيث ينتصر العشق قبل أي فكر آخر وتنصرم السنوات في مناصرة القلب روحا وقالبا قبل أي فكر جديد أو تجربة جديدة. إلا أن معيار الألم المرتبط بالعشق لا ينتج عنه الا الألم فكلما كان التطرف عاليا كان التوقع من شريكك عاليا ومطلبا يحمل الكثير من المطبات الوهمية التي تزول فور رؤيتك لشريكك العاشق بدوره لك المتطرف حد الثمالة من كأس السعادة على ثغور الأمل.
هل نصيب عندما نمسك الأمور من الوسط أم علينا أن نتطرف. لماذا يحمل المتوازن في السيرك عصا في منتصفها حين يسلك حبلا شائكا !! هل يحافظ على توازنه بين قوى خفية تحكمه من كل الجهات؟ أم أنه يخيف بعصاه من يقترب منه لايقاعه؟ أم أن أملا وقناعة تمتلكانه وتجعلانه يؤمن بأن خير الأمور أوسطها ولذلك يحافظ على توازنه الخارجي والداخلي على حد سواء فيطابق بين شكله ومضمونه.
أجمل الأمور أوسطها الا في العشق فلا وجود للتوازن في قاموس العاشق.
في قاموس عشق لبنان لا وجود للتطرف إلا له وبه ولمصلحته، لا وجود لأي كان في قاموس وطنيتنا وانتماؤنا إلا له. لا وطن إلا هو ولا راحة إلا به ولا رجوع عنه إلا إليه. مهما حل به من نكبات عجاف ومهما استقر به من راحلون أو رٌحّل فهم سيرحلون وسيبقى عشق لبنان فينا أزليا. فلنتطرف منه اليه ونرتقي فوق كل غايات الألم التي تدق ناقوسنا يوميا وتهتك أمننا وتوازننا وكينونتنا ونتوازن خارجيا فقط وننطلق بثبات داخلنا عشق له وخارجنا متوازن بين داخلنا العاشق وخارجنا العشقي لنجاح لبنان ونصرة لبنان وأملنا به.
عاش لبنان وطنا نحيا بعشقه ونموت لنصرته.
أميرة سكر