لا أحد لا يريد تأليف حكومة السيد نصرالله: التدويل والفصل السابع مرفوضان وإن فرضت إسرائيل حرباً سنخوضها
أكد الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله أن الكلام عن قرار دولي تحت الفصل السابع مرفوض ومستغرب وهو دعوة إلى الحرب وإحتلال لبنان من قوات أجنبية.
السيد نصر الله، وفي بداية كلمته بذكرى القادة الشهداء، أعلن أن "حزب الله لا يقبل من أحدٍ الحديث عن قرار فصل سابع مهما كان السبب كما لا يمكنه المجاملة في ذلك"، مشدداً على أن "الحديث عن التدويل أيضاً من خلال أخذ الملف اللبناني إلى الأمم المتحدة يضر بلبنان وسيادته ويعقد الأمور فيه".
وأضاف أن "التدويل قد يكون غطاءً لاحتلال جديد والدول التي يدعونها، والتي لن تقدم مصحلة لبنان أولاً لأن لديهم مصلحة "إسرائيل" أولاً".
ولفت إلى "جوقة هدفها السباب والشتائم لحزب الله من دون أي حجة، وهو أمر يعبر عن أصحابه، كما أن الذي يشتم يعبر عن ضعف وعجز".
ودعا "جمهور المقاومة ومحبوها" إلى "عدم المقابلة بالمثل فيما يتعلق بالسباب"، مشدداً على أننا "أقوياء ولسنا محبطين لكي نقابل هذه الحملات التي لا تؤثر علينا بالمثل".
وأوضح في هذا السياق، أن "ما يجري ضد "حزب الله" من اتهامات هو خارج كل الأعراف والشرائع والقواعد القانونية. وكذلك التعامل مع "حزب الله" على أنه متهم وقاتل ومسؤول حتى تثبت براءته".
السيد نصر الله وإذ أكد وجود استهداف ممنهج ومدبر ومدفوع الثمن ضد "حزب الله"، شدد على أن "الحملة فشلت في تشويه صورة المقاومة لدى بيئتها وجمهورها".
وأشار إلى أن "الكيان "الإسرائيلي" يقتل اليهود أنفسهم من أجل خدمة مشروعه وقد قام بعمليات قتل كثيرة في دول مختلفة بحق اليهود الذين رفضوا الذهاب إلى فلسطين".
أما عن قضية انفجار مرفأ بيروت، جدد السيد نصرالله موقفه بأن من واجب الجهة المعنية في القضاء اللبناني الإعلان عن نتائج التحقيق.
وأكد أن البعض قال أن "قيمة التأمينات المستحقة لعوائل الشهداء والمتضررين قد تصل إلى 1.2 مليار دولار. بينما يقول بعض عوائل الشهداء أن شركات التأمين ترفض دفع بدلات التأمين قبل معرفة حقيقة ما حصل، كما أن بعض الشركات تعرض 30% فقط من قيمة التأمين".
وفي الشأن الحكومي، أوضح السيد نصر الله أن "لا أحد في لبنان لا يريد تأليف حكومة جديدة، بينما هي كن مصلحة الجميع".
ورفض الكلام عن انتظار النووي الايراني واعتبره ممجوج ولا مكان له، لافتاً إلى أن "انتظار الخارج لن يؤدي إلى أي نتيجة، وأن الضغوط قد تدفع البعض إلى التمسك بمواقفه".
كما شدد السيد نصرالله على أنه "من غير المنصف تحميل مسؤولية عدم تأليف حكومة لرئيس الجمهورية".
وبيّن تفهم "حزب الله" لمطالبات "بعض الجهات بحقائب معينة ووجود قلق من حصول حزب واحد على ثلث معطل، بينما عدم تفهمه الإصرار على حكومة من 18 وزيراً، فيما تعتقد بعض الشرائح أن الهدف من ذلك هو إلغاءها".
السيد نصرالله أشار إلى العلاقة مع التيار الوطني الحر، قائلاً إن "15 عاماً مرت وهذا التفاهم صمد ومستمر على عكس التفاهمات والتحالفات في لبنان، محققاً مجموعة من المصالح للبنان والطرفين".
وأضاف أن "حزب الله" لا يوافق على "خروج بعض الملاحظات السلبية حول التفاهم في بيان للتيار الوطني، والتي تعطي مادة للمتربصين"، مؤكداً "متانة العلاقة مع الحلفاء والحرص على تطويرها".
وفيما يعنى بـ "أدوات الحرب الناعمة"، رأى السيد نصرالله أن "هناك من يريد أن يأخذ البلد إلى الانفجار من خلال ما يجري على وسائل التواصل الاجتماعي".
ولفت في هذا السياق، إلى أن "تل أبيب وواشنطن وحلفاؤهما يعلنون أنهم يشكلون جيوشاً الكترونية لإثارة الفتن والخلافات"، داعياً إلى "الحضور القوي على وسائل التواصل الاجتماعي مع الالتزام بالوعي والأدب وعدم الاساءة".
إقليمياً، أشار السيد نصرالله إلى تطورات كبيرة تحصل في المنطقة، وإلى تأثر لبنان كجزء أساسي فيها بكل ما يجري.
وأوضح أن هناك قلق "إسرائيلي" وسعودي واضح حيال ملفات النووي الإيراني واليمن، في وقت يتقدم فيه الجيش اليمني واللجان الشعبية في كل الجبهات.
وعن سوريا، لفت إلى أن حديث الأميركيين أن مهمتهم لم تعد تشمل حماية النفط هناك ترافق مع إعادة إحياء تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكداً أن من هزم "داعش" سابقاً سيلحق الهزيمة به مجدداً.
أما عن الإدارة الأميركية الجديدة، رأى السيد نصرالله أن أولوياتها هي الصين التي تشكل تهديداً كبيراً لها على المستوى الاقتصادي، بينما لا أحد يتحدث اليوم عن صفقة القرن التي يبدو أنها انتهت أو باتت في حالة تراجع نتيجة صمود الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية ومحور المقاومة.
ولفت في هذا السياق، إلى أن موقف الشعبين المصري والأردني هو نموذج واضح لرفض التطبيع ينسحب إلى باقي الشعوب، كذلك ما زالت دول عربية واسلامية كالجزائر وتونس وباكستان صامدة ومتماسكة.
وأضاف أن أصحاب الأوهام كحكام السودان سيكتشفون أن التطبيع مع "إسرائيل" لن يحل مشاكلهم الاقتصادية.
وتوجه السيد نصر الله إلى رئيس أركان العدو الإسرائيلي بالقول "أننا لا نبحث عن مواجهة ولا عن حرب ولكن إن فرضتم حرباً سنخوضها"، مهدداً "إن قصفتم مدينة سنقصف مدينة وإن قصفتم قرى سنقصف المستوطنات