تنبيه إلى المسؤولين الذين أوصلوا البلد إلى الهاوية
د. عدنان منصور*
هل تعلمون ثورة الجياع التي اندلعت في الكونغو كنشاسا عام ١٩٩١ وعام١٩٩٣ ؟!!!!! وقت ما خرج افراد الجيش والشعب معا، واجتاحوا الوزارات والمؤسسات الرسمية والشركات وبيوت ومكاتب وممتلكات كل الاجانب العاملين والمقيمين في البلد، وبيوت المسؤولين، في اكبر عملية نهب للبيوت والمؤسسات. جحافل خرجت كالجراد مع الفجر مسحت كل ما في البيوت والمؤسسات، لتجعلها خرابا. كانت ثورة الجياع في وجه الطغمة الفاسدة المفسدة التي حكمت الكونغو واذلت شعبه وافقرته, وجوعته، وافلسته ، وجعلت عملته في الحضيض، رغم كل الثروات الهائلة التي انعمها الله على هذا البلد. الجوع الذي رأيناه ام العين ولد الانفجار الكبير الذي اكل الاخضر واليابس. فلا تجعلوا اللبنانيين يفقدون صبرهم ولا تضغطوا على انفاسهم، واوقفوا الانهيار والمهزلة والذل الذي هم فيه الآن، فقد يأتي يوم لا ينفع فيه اسف او ندم.فالجوع كافر، واذلال الناس له وقت، والاستخفاف بمطالبهم واوضاعهم ومعيشتهم المزرية، وفقرهم الذي يزداد فقرا، ويأسهم واحباطهم الذي تجاوز كل الحدود، لا يمكن له ان يستمر إلى أمد طويل. فحذار ايها المسؤولون من غضب الشعب اذا انفجر، فلا تجعلوا اللبنانيين الشرفاء يلجأون إلى الأساليب التي لجأت اليها شعوب عانت من الاذلال والجوع والفقر.
هل من يتعظ ويأخذ العبرة من الاخرين حتى لا نضيف إلى مأساتنا مأسآة اكبر وأخطر تطال الوطن والشعب برمته، وحتى لا يكون الحساب عسيرا؟!!!
*وزير الخارجية والمغتربين الأسبق*