عمدة الإذاعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي بمناسبة مولد باعث النهضة أنطون سعاده:ثابتون على مبادئنا.. متمسكون بثوابتنا القومية وكلنا ايمان بصحة عقيدتنا وسمو قضيتنا
مولد سعاده، نقطة القطع ونقطة البداية بين ماضٍ منهزمٍ ومستكين وانطلاقة بدايةٍ جديدة نحو العمل الجاد والحثيث الهادف والقاصد. فحياته كانت إنتاجاً دائماً إنجازاً يكلّله إنجاز
أمّتنا تستحقّ منّا كل ما فينا من أجل تحقيق سيادتها واستقلالها وإبراز هويتها وشخصيتها في وجه الاستبداد والتوحّش
خيارنا الصراع والمواجهة دفاعاً عن حقنا وأرضنا والمقاومة هي إرادة الشعوب الحرّة في مواجهة الاحتلال وتكفلها دساتير الدول والقوانين والمواثيق الدولية
كل سوريّ قوميّ اجتماعيّ يستشعر مدى الخطر على الأمة وعلى الحزب بالمباشر ملزم بالوحدة مطلباً ومسعًى معتصمين بفكر سعاده ومبادئ حزب سعاده
بمناسبة الأول من آذار عيد مولد باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية أنطون سعاده، اصدرت عمدة الإذاعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي بيان ألول من آذار، وجاء فيه:
الأول من آذار ليس مجرد تاريخ في دورة الزمن، إنما هو تاريخ مجدٍ متَجدّد في نفوسنا وفي حياةِ أمتنا، فيه ابتدأت مسيرة سعاده، هذا الرجل العظيم الذي أطلق الفكر السوري القومي الاجتماعي، لذا فإنّ الاحتفال بالأول من آذار هو احتفال بولادة الفكر القومي الاجتماعي وحركة النهضة القومية الاجتماعية المتجسّدين بمولد أنطون سعاده.
وكما أن لنواميس الحياة محطاتٍ في دورانها وتجدّدها وتعاقبها وتلقائيّتها، كذلك هذا الموعد هو محطة لتجدّد النهضة في حياة الأمة، لكن الفارق الأساسيّ بين تجدّد نواميس الحياة وتجديد الأمة لحياتها بميلاد زعيمها وباعث حركة النهوض فيها، أن الأولى تحمل التكرار وتقديم الفرصة والاحتماليّة، بينما نواميس النهضة تحمل فعل إرادةٍ وتصميمٍ وعزمٍ على رسم حياةٍ أفضل وأجمل وأرقى في كنف نواميس الحياة.
مولد سعاده، نقطة القطع ونقطة البداية في آنٍ معاً، بين ماضٍ منهزمٍ ومستكين وانطلاقة بدايةٍ جديدة نحو العمل الجاد والحثيث الهادف والقاصد. فحياته كانت إنتاجاً دائماً إنجازاً يكلّله إنجاز. وفي طليعة ما أنجز هو تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي بكل ما يعني ذلك للذين يعرفون قيمة الأعمال النظاميّة العظيمة وتلك الحركة النهضويّة التي أطلقها وما زالت تطبَع حياة هذه الأمة في كل تفاصيلها في كل زمانٍ وميدانٍ..
هذا هو الفعل الحقيقيّ الذي لا مناصَ منه لقيامة أمّة تستحقّ منّا كل ما فينا من أجل تحقيق سيادتها واستقلالها وإبراز هويتها وشخصيتها في وجه هذا العالم الاستبداديّ والمتوحّش الآخذ في تدمير الهويات الطبيعية المحيية وإسقاط خطوط الصراع الحضاري والثقافي لصالح أحادية أو أكثر من الأمم المتسلّطة والمستبدّة والساقطة من عالم الإنسانية جمعاء.
كيف لا نجذر فعل الانتماء لأمتنا السوريّة وقيمها ونقدّم كل ما في مقدورنا، وهو المعنى لوجودنا ويُساوي كل حياتنا ورقينا ومستقبلنا ومستقبل الأجيال الآتية، لذلك لتكن كل مناسبة من مناسباتنا وقفة تأمل بما هي الحال وأين أصبحنا في سيرنا نحو أهدافنا المرسومة، وبما يجب أن يكون، ليكن الموعد دائماً هو موعد تقييم وعمل وجهاد يرقى إلى مستوى التحدّي كما الإنجاز.
ما شهدته أمتنا من ويلات وحروب، خصوصاً في الآونة الأخيرة، دليل على أن المشروع الصهيوني – الاستعماري إنما يستهدف سورية الطبيعيّة مجتمعاً وحضارة وتاريخاً، وهذا ما يؤكد صوابيّة فكرنا وأهميّته في مواجهة المشروع المعادي، الذي أكد سعاده من خلاله حتمية الصراع مع عدونا الوجودي، وبأننا حركة صراع، ولو لم نكن كذلك، لما كنّا حركة على الإطلاق.
العدو الصهيونيّ وبدعم أميركي ـ غربي يشنّ حرباً تستهدف إبادة شعبنا في فلسطين ـ سورية الجنوبية، واقتلاعه من أرضه. هذا العدو يواصل كل صنوف العدوان والاحتلال ضد الشام ولبنان ويتهدّد مصير كل كيانات الأمة، بهدف الوصول إلى “سايكس – بيكو” تُوْغل في تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، إنفاذاً لمخطط استعماريّ يكون فيه كيان الاغتصاب اليهوديّ مسيطراً على هذا الشرق.
أيها السوريون القوميون الاجتماعيون
هذه مرحلة، هي من أخطر مراحل صراع المصير والوجود، حيث إن أمتنا مستهدفة بوجودها وهويتها وقيمها وتاريخها وحضارتها ووحدة مجتمعها، لذلك لا خيار أمامنا سوى الصراع والمواجهة دفاعاً عن حقنا وأرضنا، وهذا يستدعي حشد طاقاتنا مستندين إلى الفهم العميق لحقيقة وجودنا ودورنا، وتثبيت مفاهيمنا القوميّة. فالمقاومة هي إرادة الشعوب الحرّة في مواجهة الاحتلال وهي مكفولة في دساتير جميع الدول وفي القوانين والمواثيق الدولية التي أعطت للشعوب الحرة الحق في مقاومة الاحتلال، ولبنان في مقاومته للاحتلال إنّما يمارس حقّه المشروع بإرادة وطنية كاملة. وإن ما حصل على أرض سورية الجنوبية، فلسطين لهو برهان حيّ على أن أمتنا عَصيةٌ على الموت والقهر وأن أبناءها حملوا صَك ملكيّتها بجدارة دفاعاً عن كل حبة تراب ينتمي إليهم وينتمون إليه بموجب الدم الممهور على أديمها، وأن القتل الممنهج لشعبنا في فلسطين وخطط التهجير لن يَثْنيا شَعبنا عن مواصلة صراع الوجود.
أما على صعيد ما يتهدّد الشام، فإن احتلال العدو الصهيوني مساحات جديدة وكبيرة من الأرض السورية على وقع تدخلات دولية وإقليمية، يستدعي مواجهة هذا العدو، وهذا الحق المشروع يحتاج إلى إرادة فاعلة، محصّنة بوحدة المجتمع وببناء هوية وطنية جامعة ورفض الدعوات الطائفية والمذهبية والتقسيمية وتطبيق مبدأ المواطنة وعودة مؤسسات الدولة لتحقيق الأمن والاستقرار في أسرع وقت لأن الفوضى تخدم المشروع الصهيوني.
وعلى وقع التحديات الكبيرة وتعاظم الأخطار ـ المطلوب أمران:
أولاً: الثبات على مبادئنا والسير في صحة وصوابية عقيدتنا والنهل المستمرّ من فيضها وسبر أغوارها والتمسك بالثوابت القومية وقيمها وعدم اهتزاز الإيمان بها في كل الظروف، وليكن درس العقيدة ونشرها لأبناء شعبنا غاية كبرى وأولويّة قصوى كخطة وحيدة للإنقاذ حتى تغدو هذه النظرة الجديدة حركة الشعب العامة. هذه المهمة يجب أن تكون هاجس ليْلِنا قبل نهارنا وهي وجهة عزمنا وجهدنا ومحور حياتنا، فاعتماد عقيدة حياة كعقيدتنا وخطتها النظاميّة هي الممرّ الوحيد لمطلق شعب يريد أن يحيا بالعز.
ما يُوجبُ علينا ومن طبيعة عقيدتنا ومن صلب مسؤوليّتنا تجاه إيماننا، العمل على ردم هوة الانقسام العموديّ في المجتمع وإزالة الحواجز بين أبناء مجتمعنا، وذلك من خلال نبذ كل أشكال الاقتتال والتفرقة الداخليّة والفتن في كل مقال وميدان وسلوك، داعين على الدوام إلى كل ما يوحّد، عاملين على إسقاط كل ما يفرّق، فالشرذمة حليف العدو والوحدة نقيضه.
ثانياً: لما كانت الخطورة بالمهام كما وصفنا والأعباء على كاهل أبناء الحياة بما أشرنا إليه، تتولد ضرورة أساسية وأولوية هي وحدة القوميين الاجتماعيين ورصّ صفوفهم لرفع مستوى القدرة لديهم للمواجهة ورفع كفاءة العمل والإنتاج القوميّ العام في هذه الظروف الصعبة والقاسية التي تشهدها الأمة. وكل سوريّ قوميّ اجتماعيّ يستشعر مدى الخطر على الأمة وعلى الحزب بالمباشر ملزم بالوحدة مطلباً ومسعًى، وحتى يكون ارتباطنا بالمستوى المطلوب علينا الاعتصام بفكر سعاده ومبادئ حزب سعاده. لأن هذا الفكر وهذه المبادئ تجمعنا، والمطلوب منا العمل الهادف البنَاء الهادئ والواضح. ففي هذا كل النهضة وكل الجلاء وكل اليقين، فلنستلهم من عيد باعث النهضة تأييداً وتأكيداً على قسم العضويّة والسير على نهجه وتجديداً للعهد عملاً بموجب التعاقد معه، على أن نكون وحدة متراصّة لا تتسرّب إليها العاهات والأمراض والأنا التي حذّر ونبّهَ منها الزعيم، فبهذا المعنى وبهذه الروحية والقيم النهضوية يكون الاحتفال بميلاد سعاده.
أيها السوريون القوميون الاجتماعيون
إن الحقيقة التي تُخلُد في نفوسنا هي حقيقة الأمة في نهضتها القومية الاجتماعية، ولولا هذه الحقيقة لكان الحزب السوري القومي الاجتماعي مثله مثل غيره من الأحزاب الأخرى. هذه الحقيقة جعلت حزبنا يعمل للأمة كُلها. ومن هذا المنطق نفهم علاقة حزبنا بكل الأحداث والظواهر في بلادنا، لذلك كنا نحن دائماً مع حركة الأمة في كل تاريخها الحديث لأننا قوميون اجتماعيون في نظرتنا الى الأمور فكل أبناء الأمة أبناؤنا.
هذه الروحية تشير إلى عظَمة سعاده الذي وقف نفسه لأمته في سبيل عزتها ونهضتها، وعظمته أنّه نقض بحزبه العقائدي حكم التاريخ الذي كان تاريخ الانقسامات المادية والروحية من كل لون، ولم يكن نقض التاريخ ممكناً لولا الارتباط بالعقيدة القومية الاجتماعية، فلنكن دوماً متوحّدين مع زعيمنا سائرين في دروب النهضة مقدّمين إلى أمتنا كل ما نملك.