أخبار دولية

رشيدة المرنيسي.. نكافة مغربية تتألق في فرنسا وتنشر عبق التقاليد الأصيلة

في قلب فرنسا، وعلى أرض الاغتراب، اختارت السيدة رشيدة المرنيسي أن تحمل إرث الوطن وتجعله يسطع في قاعات الأعراس الأوروبية، منذ أن وطأت قدماها الأراضي الفرنسية وهي في سن السابعة عشرة، رسمت طريقها بعزم وطموح، فدرست، واشتغلت، وتزوجت سنة 1998، لتبدأ بعد عام فقط، أي في 1999، أولى خطواتها نحو عالم تنظيم الحفلات والتموين، مشروع كان نواة حلم كبير سيتحول لاحقا إلى علامة فارقة في الأعراس المغربية الراقية.
جاءت فكرة “التنكافت” عندما بدأت السيدة رشيدة بتنظيم حفلات الزفاف، وكانت نقطة التحول خلال زيارتها إلى شرم الشيخ، حيث استوحت من هناك بعض الأفكار العصرية، لكنها قررت أن تمزجها بأصالة مغربية خالصة: النحاس، القفطان، الحلويات التقليدية، والعادات العريقة. فكانت النتيجة ساحرة، وأبهرت أول عرس نظمته، والذي لم يكن عرسًا عاديا بل زفافا أميريا، جمعها بأميرة سعودية، لتكون انطلاقة قوية واستثنائية في مسار مهني حافل بالنجاح والتألق.
تقول السيدة رشيدة المرنيسي: “منذ البداية، اخترت أن أبدأ بمستوى رفيع يليق بمكانة التراث المغربي، وحرصت على أن أنقل تفاصيل الأعراس المغربية بكل فخر واحتراف، سواء عبر اللباس التقليدي أو الطقوس المتجذرة في ثقافتنا.”
منذ 1999 إلى اليوم، ما تزال السيدة رشيدة تمنح مهنتها كل الحب والتقدير، وتعمل بشغف لتقديم الأفضل. فهي لا تنظم فقط حفلات الزفاف، بل تسافر بالحضور إلى عمق الأصالة المغربية، من خلال الحفاظ على اللباس الأمازيغي والفاسي والصحراوي والشمالي، والتشجيع الدائم للمغاربة على إقامة أعراسهم وفق تقاليدهم، رغم بعدهم الجغرافي عن الوطن.
وتضيف بفخر: “كنت دائما أدافع عن القفطان المغربي، وأحارب من أجل إبرازه في أبهى صوره، إلى جانب باقي الأزياء المغربية التي تعكس تنوع وغنى ثقافتنا.”
رشيدة المرنيسي ليست مجرد “نكافة”، بل سفيرة للهوية، تبصم في كل عرس على قصة من قصص المغرب العريق، وتثبت أن التقاليد يمكن أن تعانق العالمية دون أن تفقد بريقها.