تانيا صالح تطرح ألبوماً جريئاً يحمل اسم عشرة م مطلقة منذ أكثر من 10 سنوات

يحتفل الألبوم الجديد للفنانة وكاتبة الأغاني اللبنانية تانيا صالح بالمرأة والظروف التي تواجهها، مسلّطاً الضوء على واقعها من زوايا مختلفة، لا سيما الأوضاع التي يجب على المرأة المطلقة أن تتعامل معها في بلد مثل لبنان، حيث تستخدم صالح كلماتها وأحاسيسها ومعايشتها لهذا الواقع للغوص في موضوعات مثل حق المرأة في اتخاذ قرار بشأن جسدها، وأزمات منتصف العمر،

 والنزعة الاستهلاكية المفرطة، والضغوطات الاجتماعية والإقتصادية، والإدمان على العالم الافتراضي والنظام الأبوي غير العادل المتفشي في منطقتنا. كما قامت الفنانة المتكاملة بتأليف جميع الألحان التي يتضمنها الألبوم الجديد، كما قام بالتوزيع الموسيقي الدكتور إدوارد توريكيان. تعتبر صالح ألبومها الجديد "موسيقى عربية معاصرة مستقلة"، جامع بأسلوبه ألحان وإيقاعات متوسطية، موزّعة لآلات عربية تقليدية و رباعية وترية كلاسيكية،

وكل هذا محاط بمشهد صوتي إلكتروني بين الروك البديل وموسيقى التريب هوب. يشكّل هذا الألبوم الإصدار الثالث لتانيا صالح الذي تنتجه الشركة النرويجية KKV، بعد ان بدأت تعاونها مع هذه الشركة العالمية في عام 2013. في هذا العمل قام أويفيند كريستيانسن عازف البيانو والمؤلف الموسيقي بإنتاج الموسيقى مع تانيا، و تمثلت المساهمة النرويجية في رباعية وترية من أوسلو، بالإضافة إلى بيانو

كريستيانسن وبرمجته. أما جميع الموسيقيين الآخرين فهم من مصر، حيث قام مايكل بسكالس بتسجيل الآلات الأساسية مثل العود، والقانون، والبوق، والغيتار، والطبول، والباس، والإيقاع العربي. وقد تم إجراء الدمج الصوتي النهائي بواسطة مارتن ابراهامسن في استوديو رينبو في أوسلو.

تتمتع المرأة في لبنان، كما هو الحال في أجزاء أخرى من العالم العربي، بالحد الأدنى من الحقوق. فكل شيء يتوقف على العلاقات السياسية والاجتماعية للفرد والخلفيات القبلية والدينية. ونظراً لنظم المحرمات المختلفة، من فئات عديدة في المجتمع، فإن حرية التعبير وحرية المعتقد، وحرية اتخاذ القرار بشأن الحياة العاطفية هي أمور غير واردة بالنسبة للمرأة.

ومن هنا جاء هدف تانيا من ألبومها الجديد، ألا وهو تقديم نظرة شخصية حول كيفية التعايش مع هذه التحديات في وسط هذا المجتمع الأبوي المتسلّط. تجد تانيا أن المرأة في لبنان تفتقد الكثير من الحقوق. فهي تتقاضى رواتب منخفضة في سوق العمل، ويتم تثبيط عزيمتها، وكبح طموحها، وقمع آرائها الخاصة، والاستخفاف بمتطلباتها.

ولا يوجد قانون مدني للأحوال الشخصية يضمن المساواة بين الجنسين (أو الطوائف المختلفة)، لذلك تصبح المرأة محطمة تماماً بعد الطلاق.

كما أن لدى المرأة المطلقة في منتصف العمر فرص ضئيلة للعثور على شريك، فهي تُعتبر متقدمة في العمر بالنسبة للشباب، و يافعة بالنسبة لكبار السن. وفي هذا الصدّد، تقول تانيا: "أعيش في بلد يزخر بالإلهام، ولكن ينعدم فيه الدعم الحكومي للفن والثقافة. لقد كتبت العديد من الأغاني في ألبوماتي السابقة عن الظروف التي نعيش في ظلها في لبنان،

عن هذا الانقسام بين فكرة الحنين إلى بلد تغنى به الكثيرون، لكننا لم نعرفه ابداً (نحن أجيال ما بعد الحرب)، وتعطشنا الذي لا ينضب للرفاهية الاقتصادية والانفتاح الثقافي في بلدان أخرى. والنتيجة هي أنه بمرور الوقت نفقد شعورنا بالانتماء إلى بلد يمكن أن نسميه وطننا".

وقد حظي الألبوم الجديد لتانيا صالح، الذي أهدته للمرأة، بدعم من وزارة الخارجية النرويجية للمرة الثالثة على التوالي