كنا في طليعة من دعا إلى الاقتصاص من كل مخلٍّ بالأمن، ومعاقبة كل من استغل التظاهرات الاحتجاجية بسبب سوء الأوضاع المعيشية عبر اللجوء إلى التخريب
كنا في طليعة من دعا إلى الاقتصاص من كل مخلٍّ بالأمن، ومعاقبة كل من استغل التظاهرات الاحتجاجية بسبب سوء الأوضاع المعيشية عبر اللجوء إلى التخريب، وأكدنا في أكثر من مناسبة أن الانتظام العام من المسلمات والخطوط الحمر التي يجب عدم المساس بها حرصاً على الاستقرار ومنع انزلاق البلد إلى الانفجار، ولكن هذا لا يعني إطلاقاً ان تستغل السلطة أحداث طرابلس من أجل معاقبة من لا يجب معاقبته، وان يذهب "الصالح بعزا الطالح"، فالظلم غير مقبول، ومن يظن ان بإمكانه ان ينتقم من طرابلس لكونها خزاناً ثائراً ومنتفضاً فهو مخطئ، ومحاولاته ستبوء حتماً بالفشل.
فهل يعقل مثلاً ان يتم اتهام قاصرِ عمره خمسة عشر عاماً بالإرهاب؟ وهل يجوز توقيف كل من كان في الشارع من دون تمييز بين من تظاهر وعبّر سلمياً عن سخطه وغضبه، وبين من لجأ إلى تخريب الممتلكات العامة والخاصة؟ طبعاً لا يجوز. المطلوب إطلاق كل من هو بريء، وأن يقتصر العقاب حصراً لكل من أثبتت التحقيقات انه لجأ إلى التخريب تشويها لصورة طرابلس ولأهداف المتظاهرين.