منوعات

لبنان الرسالة المحامي طوني متى

تعدّدت الأسباب والخراب آتٍ لا محالة .

نعيش اليوم أسوأ أيام حياتنا في بلد لم نحافظ عليه كشعب راقٍ بل شاركنا مع الفاسدين في تحويله إلى بلد مقسّم عشائرياً ومناطقياً ومجتمعات مذهبية وطائفية بغيضة كل مذهب فيها يحاول الانقضاض على المذهب الآخر تحت ستار ذرائع لا تبني أوطاناً إنما تُعمّـق الخلافات بين إبناء الوطن الواحد وتعود بهم إلى العصور الجاهلية .

من أوصلنا إلى هذه الحالة ليسوا السياسيين وحدهم إنما التكوين التاريخي لهذا البلد على مر الزمن كوننا شعب لم نشارك يوماً في صنع الاستقلال وبناء الوطن بل مُنِح لنا من قبل سلطة الاستعمار على أساس طائفي ومذهبي حتى تبقى السلطة مفروضة علينا كما أننا لم نحاول يوماً الإتفاق فيما بيننا وبصورة منفردة لتغيير واقع الحال وطرد المتسلطين علينا لا بل على العكس كنّا في كل الأزمان والأزمات نلجأ إليهم ليتدخلوا ويفرضوا الحلول فرضاً على حساب شركائنا في الوطن مطبّقين علينا سياسة فرّق تسد .

الشعب كما سبق وذكرت مسيّر بعقليته الطائفية ومصالحه الذاتية بمعنى أنه مستعد لانتخاب الفاسد الذي يؤمن له مصالحه بدلاً من الصالح الذي يرغب ببناء بلد .

الشعب اللبناني بغالبيته ينقاد قسم منه غرائزياً والقسم الآخر طائفياً والقسم الأخير مالياً ولا يُحرّك ساكناً إلا متى تعرضت مصالحه ومصالح زعيمه لخطر المحاسبة .

إننا نعيش اليوم أخطر أزمة إقتصادية يشهدها لبنان فلم نشاهد ثوار الواتسأب قد تحركوا أو حتى ثوار النارجيلة أو حتى لا أظلم أحداً ثوار الطرقات الذين يعتدون ويخربون الأملاك العامة والخاصة تحت ذرائع شعارات مختلفة .

أما السياسيون الدجّالون ماذا ينتظرون حتى يجلسون فيما بينهم حول طاولة مستديرة لإنقاذ ما تبقى من ركام وطن الجواب لا يهمهم الأمر طالما أن مصالحهم مؤمنة بواسطة هذا الشعب التابع .

أما فيما خص رجال الدين فحدّث ولا حرج طالما أن مصالحهم مؤمنة أيضاً فلا يعنيهم الأمر لا بل أكثر من ذلك نراهم يضعون المحرمات والعقبات في وجه كل شخص يحاول تصحيح الخلل .

خلاصة القول أننا لن نستطيع إعادة بناء هذا الوطن بهذه القلّة القليلة من الشرفاء خاصة وأن غالبية الشعب ، ولن أقول مواطنين لان المواطنة لها معنى آخر نفتقده في هذا النموذج من البشر ، لا يرغب بالتخلّص من الطبقة الفاسدة إنما يسعى للمحافظة عليها بشتى الطرق ولو على حساب وطنه وكيانه .

# الثورة الحقيقية تتطلب عزيمة وإرادة حرّة خاليتين من التبعية .

# الثورة الحقيقية تتطلب مواطنين صالحين وشرفاء .

# الثورة الحقيقية تتطلب ثوار ابطال لا قطاعي طرق وزعران .

# الثورة الحقيقية هدفها الوطن للجميع وليس لزعيمي الفاسد .

# أحد مبارك لجميع الشرفاء في هذا الوطن .