منوعات

بو عاصي المدخل لحل الازمة سياسي والحياد هو مفتاح الحل

أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي أن من يعتبر بالامكان التوصل الى حل لأزمتنا الاقتصادية والاجتماعية من دون المرور بالحل السياسي هو واهم.

 

وفي حوار عبر تطبيق zoom وعبر صفحته الرسمية على Facebook بدعوة من منطقة بعبدا-الساحل في "القوات اللبنانية" بالتعاون مع الجامعة الشعبية في جهاز التنشئة في "القوات"، شرح بو عاصي موقفه قائلاً: "إختبرنا إعطاء الأولوية للمسائل الاقتصادية على حساب المسائل السياسية أكثر من مرة وتحديداً في التسعينات حين قال بعضهم ان رفع يد السوري عن لبنان غير ممكن فلنهتم بالشأن الاقتصادي ولننسَ الشأن السياسي. فتم بناء منظومة فساد وليقل لي أحد اين المليارات التي صرفت بعد الحرب؟ فلا يوجد بنى تحتية ولا شبكات نقل حديثة ولا كهرباء ولا مياه… عجزت السلطات المتعاقبة منذ ذلك الوقت حتى عن تأمين ابسط الامور كالصرف الصحي في البلدات اللبنانية الذي يلوث المياه الجوفية. كذلك الامر في الاتصالات وخدماتها وهي الأغلى في العالم…

 

قامت تسوية ترتكز على الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي مقابل التنازل عن القرار السياسي والتفريط بالسيادة وكانت النتيجة ان خسرنا الاثنين معاً".

 

 

 

في العام 2005 خرج السوري وحلّ حزب الله مكانه

 

 

 

كما أكد بو عاصي أن في العام 2005، تجددت المنظومة حين خرج السوري وحلّ "حزب الله" مكانه، وأردف: "حاولوا التعاطي معنا بنفس المنطق عبر القول لنا إننا نقارع على كل حرف في البيان الوزاري وعند كل مفصل ونرفض أي سلاح غير شرعي ونعتبر ان الدولة لا تستقيم في ظله. لطالما ردّدوا على مسامعنا لماذا تحملون السلم بالعرض فلنحافظ على الاستقرار الذي ينعكس ايجاباً على الاقتصاد وحين يتبلور حل اقليمي ودولي تعالج المشكلة في ظل عدم التفريط بالاستقرار خلال مرحلة الانتظار".

 

 

 

أضاف: "اذكّر الجميع بقول رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل لبعض المسؤولين الانكليز الذين إعتبروا بأن "العين لا تقاوم المخرز" ورغبوا بالتفاوض مع الالمان "ضحيتم بكرامتكم من اجل السلام فخسرتم الكرامة وستواجهون الحرب".

 

بو عاصي اشار الى أن مقاربة اعطاء الاولوية لوقف النزف الاقتصادي والاجتماعي من خارج الحلول السياسية هي ضمن روحيّة المبادرة الفرنسيّة بعد انفجار المرفأ حين قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "شكلوا حكومة مهمة لإيقاف النزف وانا اتعهد بضخ مليارات الدولارات وبعدها تأخذ الحياة السياسية مجراها". ولكن الاعتبارات السياسية اسقطت المبادرة واعادتنا الى نقطة الانطلاق.

 

 

 

تابع: "الواقع الذي نعيشه يؤكد مرة جديدة أن المدخل لحل الازمة القائمة في لبنان هو حكماً سياسي ولكن لا نيّة ولا قدرة لدى الطبقة الحاكمة اليوم ان توفر الاستقرار والازدهار والسيادة".

 

 

 

عادينا الخليج وعزلنا نفسنا فأصبحنا كغزة

 

 

 

كما تطرق الى أسباب الأزمة الإقتصادية معتبراً أن أسبابها بسيطة ولكن نتائجها كارثية، مضيفاً: "نحن كمن يغرق في سنتمترات مياه. صحيح ان المياه قليلة ولكنها كافية للتسبب بالغرق. اقتصادنا في لبنان بسيط وصغير، يقوم على ميزان المدفوعات وعلى ما يأتي من دولارات من الخارج وهي تأتي بمعظمها من الخليج أكان عبر السياحة او الاستثمارات او الاموال المرسلة من اللبنانيين. لكننا عمدنا الى كسر العلاقة مع الخليج ومعاداته ما أدى الى خسارتنا تدفق الاموال وعزلنا نفسنا، فأصبحنا كغزة".

 

 

 

تابع: "عوض ان تؤمّن الدولة العدالة والاستقرار والانفتاح على الدول الخارجية وتحفظ السيادة وتوفر بالحد الادنى البنى التحتية بالتعاون مع القطاع الخاص وتترك له كنظام رأسمالي حرية الحركة في الاقتصاد مع توفير مقومات الامن الجتماعي والاهتمام بالفئات الاكثر فقرا، ها هي دولتنا تقوم بالعكس. فلا سيادة والمعابر فالتة، لا عدالة من انفجار المرفأ الى إغتيال جو بجاني الى لقمان سليم ويمكن العودة 15 سنة الى الوراء. الدعم يكلفنا 8 مليارات ليرة ولا يصل الى مستحقيه بل يذهب هدراً وتهريباً. يجب إستعادة الثقة بدءاً من قيام القضاء والقوى الامنية بواجبها وحسن النية في التعاطي مع الخارج".

 

 

 

بين وجهتي نظر البطريرك و"حزب الله"

 

 

 

كذلك، أشار بو عاصي الى أنه في المنطق السياسي، نحن اليوم امام رؤيتين للبنان: تلك التي عبّر عنها البطريرك الراعي والاخرى التي عبّر عنها "حزب الله". يجب أخذ الخيار وطبعاً نحن كقوات لبنانبة خيارنا واضح من 40 سنة، يقوم على الانفتاح على العالم والمدخل لذلك هو الحياد وعلى التمسّك بالسيادة وعدم المساومة عليها كما العمل لتأمين الاستقرار والازدهار وخلق فرص لتحقيق كل مواطن ذاته".

 

 

 

أضاف: "هذا هو لبنان الذي نريده لبنان التعددي طائفياً وسياسياً وثقافياً حيث يعيش الناس فيه بكرامة وبحبوحة. ولكننا نواجه مشروع حزب الله والقائم منذ عام 2005 على عزل لبنان عن العالم لربطه بالمحور الايراني وتحقيق ايديولوجيا عنوانها المقاومة الاسلامية. بكل وضوح، الخيار الذي يترأسه "حزب الله" ادى الى ما وصلنا اليه اليوم، من الهجوم الدائم على دول الخليج – ولا مصلحة للبنان بذلك – الى توتير الأجواء في المنطقة والتدخل عسكرياً في دول أخرى. كما كانت المعادلة سابقاً "احمي لي احتلالي احمي لك فسادك"، فالمعادلة اليوم "إحمي لي سلاحي أحمي لك فسادك" وهذا ما ادخلنا في الدوامة القاتلة التي اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم".

 

 

 

وختم بو عاصي مؤكداً أن الحل بمقاربة مختلفة في لبنان تهدف الى خدمة الانسان وصون كرامته، ومشدداً على أن "شعبنا فقد ثقته بالطبقة السياسية الحاكمة ومن حقه ان يغيرها. نحن بحاجة لثقة الناس كي نصوب المسار ولإحداث تغيير فعلي وبالعمق. نحن كقوات لبنانية مع إجراء انتخابات نيابية مبكرة من أجل إعادة إنتاج السلطة ولكن إن أجريت في وقتها أو متأخرة علينا ان نكون جاهزين.

 

ثقة الناس بنا وسام على صدرنا ولدينا التصميم والمعرفة لنعمل بشفافية على تخطي الصعوبات حماية لوطننا وشعبنا.

 

رهاننا كان وما زال على شعبنا وسنحتكم الى صناديق الاقتراع ونحترم إرادة الناس بكل صدق وامانة"