رئيس الحزب افتتح المكتب الجديد لمنفذيّة المتن الجنوبيّ بمناسبة مولد سعاده
رئيس الحزب افتتح المكتب الجديد لمنفذيّة المتن الجنوبيّ بمناسبة مولد سعاده
عضو المجلس الأعلى سماح مهدي: الزعيم رسخ دعائم مؤسسات الحزب من ميلاده ليغدو تأسيساً لمؤسسة الزعامة حتى تاريخ استشهاده
ناظرة الإذاعة في منفذية المتن الجنوبي حنان سلامة: ولادةُ الزَّعيمِ مهدُ حياةٍ وولادة أمة تتوالد بكل فعل منتج وبافتتاح كل مديرية وكلّ مُنفَّذيّةٍ
والدة الشهيد رعد المسلماني: بدلة شهيدنا إلى رفيقه واخيه مشروع شهيد وكلنا على درب الشهادة سائرون حتى النصر
احتفلت منفذية المتن الجنوبي في الحزب السوري القومي الاجتماعي بعيد مولد الزعيم سعاده في مكتبها الجديد الذي افتتحه رئيس الحزب وائل الحسنية بحضور ناموس المجلس الأعلى الأمين عاطف بزي، عميد التربية والشباب إيهاب المقداد، العميد وهيب وهبي وعضو المجلس الأعلى سماح مهدي، إلى جانب منفذ عام المتن الجنوبي هشام المصري وأعضاء هيئة المنفذية وعدد من مسؤولي الوحدات وجمع من القوميين والمواطنين.
كما حضر الاحتفال وفد من حركة أمل ضم الحاج أبو علي وهبي وأبو حسن قبيسي، ووفد من حركة التلاقي والتواصل برئاسة مهدي حرقوص والشيخ حسين مشيك.
قصّ رئيس الحزب محاطاً بالمسؤولين شريط الافتتاح، ثم بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني والنشيد الرسمي للحزب السوري القومي الاجتماعي، فكلمة تعريف وترحيب ألقاها ناموس المنفذية ربيع جابر رحّب فيها بالحضور متحدثاً عن معاني العيد، معتبراً أن افتتاح مكتب جديد لمنفذية المتن الجنوبي هو جزء من المسيرة البنائية الهادفة إلى خلق بيئة للتفاعل مع أبناء شعبنا في نطاق المنفذية.
والدة الشهيد رعد المسلماني
أولى الكلمات كانت لوالدة الشهيد رعد المسلماني التي قدّمت بزة الشهيد لأخيه قائلة: "بدلة الشهيد من الشهيد إلى مشروع شهيد وكلنا على هذا الدرب سائرون حتى تحقيق النصر، لأننا نؤمن أن الدماء التي تجري في عروقنا عينها هي ليست ملكا لنا، بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها".
رئيس الحزب
وقد توجّه رئيس الحزب بكلمة للرفيق عبد المسلماني – شقيق الشهيد رعد – قائلًا: كلنا ثقة بأنك على قدر المسؤولية في حمل الأمانة التي تركها لك الشهيد رعد، وقال: شكراً لكِ أم الشهيد لأنك تحفظين عهد الوفاء، وتحية لكِ في يوم المرأة العالمي، لأنكِ مثال المرأة المضحّية المقاومة.
كلمة المنفذية
ثم ألقت ناظرة الإذاعة في منفذية المتن الجنوبي حنان سلامة كلمة المنفذية قالت فيها:
"لم آتكم مؤمنًا بالخوارق، بل أتيتكم مؤمنًا بالحقائق الراهنة التي هي أنتم، أتيتكم مؤمنًا بأنكم أمة عظيمة المواهب، جديرة بالخلود والمجد".
في حضرةِ الولادةِ الاستثنائية بين كلّ ولاداتِ الحياة.. كانت ولادةُ الزَّعيمِ مهداً لحياةٍ يتوقُ ربيعُها لولادةِ الشمس. فولادته لم تكن ولادة فرد بل كانت ولادة أمة.
أضافت: هذه الولادةُ التي تولِدُ ذاتَها بذاتِها.. فمع كل عمل فاعل ومنتج، ومع افتتاح كل مديرية وكلّ مُنفَّذيّةٍ، تُنَفّذ ولادَتَها على أيادي مؤمنين بالعقيدة حملوا أرواحهم وقدّموا دماءهم لأجلِ إبقاء الزوبعةِ مرفرفةً في فكرِ الأجيالِ التي خاطبَها حضرة الزَّعيمُ.. وها هي الأجيالُ تُلبّي خطابَهُ من خلالِ إيمانِهم بأنَّ لا خلاص لهذا البلدِ الطّائفي بامتياز سوى ولادةٍ جديدةٍ تنتشلُهُ من رحمِ ولادةِ الأنابيبِ الطائفية والمذهبية وتزرعهُ ولادةً حقيقيةً على نهجِ النِّظامِ بقوَّةِ الحُرّيّة المُطلقةِ من واجبِ إيمانها.
وقالت: يحلّ العيد والإرادة الصلبة لا تترنّح رغم الصراع المتمادي في كياننا وفي أجزاء أمتنا، ولا يزال أبطالنا يسطّرون ملاحم الفداء، فنواجه بوعينا لتبقى لغة العقل هي المسيطرة.
عقيدتنا هي الفرصة لمكافحة الانقسامات وفرصة لاستعادة هوية الجيل الجديد لينشأ بعيدًا عن الولاء الطائفي والمذهبي.
واجب علينا أن نتوحّد لننجح في تحقيق وحدة ومصلحة سوريانا. فمعركتنا ليست سهلة، لكننا سنكون على قدر المسؤولية. فمن هذا المنطلق نؤكد أن عقيدتنا القومية هي خشبة خلاصنا وسبيل انتصارنا.
وتابعت: نجتمع اليوم لنعلن بمناسبة الأول من آذار… بمناسبة ولادة الثائر الأول… الفادي.. باعث النهضة.. نعلن افتتاح مكتب منفذية المتن الجنوبي باسم سورية وباسم سعاده، بهمّة وجهود حضرة المنفذ العام الأمين هشام المصري وأعضاء هيئة المنفذية والرفقاء، فإلى المزيد من البذل والعطاء لتحيا سوريانا.
وأردفت: بهذه المناسبة، نؤكد على قسمنا بشرفنا وحقيقتنا ومعتقدنا أننا على ما أقسمنا ثابتون.
لرفقائي الجدد أقول: يا أبناء الحياة.. تحمّلوا مسؤولياتكم التي توكل إليكم بجد وعزيمة، فنحن عندما ننتمي إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي تزول منا الـ"أنا" وتنصهر في الـ"نحن"، فنصير جماعة مؤمنة بصحة العقيدة لمواجهة التحديات. مبارك لكم الانتماء ومن اليوم ستبدؤون بشق الطريق نحو بلوغ الغاية.
وختمت: في كل مناسبة، لا ننسى شهداءنا، فهم عزّنا وفخرنا، ولأم الشهيد رعد المسلماني وهي الحاضرة بيننا، نؤكد لها أن استشهاد ابنها وكل قطرة من دمه غدت خريطة حكايا عزّ وموقف بطولة جسّدها كما سائر الشهداء الذين ارتقوا في سبيل كرامة الحزب ودفاعًا عن أرض أمتنا. فنعاهدهم أننا سنخوض معركة الحياة بعزمٍ وإرادة، فللحرب نحن رصاصها، وستبقى محطة النصر تنتظر قطارنا.
أكرر ترحيبي بكم، فقد حللتم أهلًا في هذا المكان الجامع لأبناء الحياة لترسيخ مبدأ المواطنة ونشر قيمنا، كي تبقى الزوبعة ترفرف في كل مكان.
كلمة مركز الحزب
ثم ألقى كلمة مركز الحزب عضو المجلس الأعلى سماح مهدي فقال:
في الأول من آذار من العام 1935، وكان حزبنا في ذلك التاريخ لا يزال وليداً، توجّهت مجموعة من الرفقاء إلى مركز الحزب الذي كان كوخاً صغيراً في منطقة رأس بيروت، حاملين معهم باقة من الزهر لمعايدة حضرة الزعيم بعيد ميلاده.
تلقف سعاده هذه المبادرة الجميلة من رفقائه، فحوّل الواقعة من مناسبة شخصيّة إلى منصة ينطلق منها لتثبيت دعائم المؤسسات في الحزب. فأدّى طائعاً مختاراً قسم الزعامة وعهد القائد فأقسم بشرفه وحقيقته ومعتقده على أن يقف نفسه على أمته السورية ووطنه سورية عاملاً لحياتهما ورقيهما.
وعلى الرغم من أن هذا القسم لم يكن شرطاً من شروط التعاقد مع القوميين الاجتماعيين المقبلين على الانتماء إلى صفوف النهضة، إلا أن سعاده عمد إلى تثبيته في دستور الحزب.
واستمرّ سعاده في ترسيخ دعائم المؤسسات في الحزب حتى تاريخ استشهاده، فكانت من آخر كلماته "الليلة سيعدمونني، أما أبناء عقيدتي فسينتصرون، وسيجيء انتصارهم انتقاماً لموتي".
وتابع مهدي قائلاً: ها هي شامنا، العمود الفقري لكل محور المقاومة، تُحرز الانتصار تلو الآخر. فأهلنا في الجولان المحتل يكسرون غطرسة المحتل "الإسرائيلي"، ويتمسكون بهويتهم الوطنية والقومية. حتى أن الأسرى يرفضون صفقات تحريرهم إذا ما اقترنت بشرط إبعادهم عن الهضبة السورية المحتلة.
بهمّة جيشنا القوميّ – جيش تشرين ومعه رفقاؤنا في نسور الزوبعة وكل فصائل المقاومة المرابطين على كل الجبهات، نمارس فعل المقاومة ضد كل قوى الإرهاب وفي مواجهة الاحتلالين الأميركي والتركي. فكل التحية من الرفقاء في المتن الجنوبي وكل أرجاء الأمة إلى الذين بفعلهم المقاوم ينقذون شرف الأمة وحيدين.
وأردف مهدي قائلاً: إلى أهلنا في الأردن الذين يمارسون أعلى درجات الانتماء القومي برفضهم اتفاقيّة وادي عربة، والذين لولا صمودهم لما تمكنا منذ عام ونيّف من استعادة أرضنا المحتلة في الباقورة والغمر عندما تمّ الضغط على الحكومة الأردنية لترفض تجديد ملحق الاتفاقية. فاستعدنا أرضنا وأكدنا هويتها مستمرّين في مقاطعة غاز الاحتلال رافعين شعاراً واحداً هو "غاز العدو احتلال".
واستكمل مهدي: وصولاً إلى درّتنا على شاطئ الخليج، إلى كويتنا الشامخة شموخ أبراجها، التي لا تزال متمسكة بفلسطين، فترفض كل أشكال التطبيع. حتى أن اللاعبين الكويتيين يرفضون ملاقاة لاعبين صهاينة، فيفضلون خسارة المركز الرياضيّ والميداليّة على خسارة شرف الدفاع عن فلسطين.
فلسطين التي تثبت كل يوم تجذّر انتمائها القومي، فبالأمس أهلنا في الأرض المحتلة في العام 1948، وتحديداً في مدينة أم الفحم، ينتفضون رافعين علم فلسطين، فأنزلوا علم الاحتلال من على مبنى البلدية ورفعوا مكانه علم جنوب سورية بألوانه الأربعة. وبذلك يقضون على ترهات كانت في مخيلة أبناء الأفاعي من أن كبار السن من أبناء فلسطين سيموتون، وصغار السن سينسونها.
وتابع مهدي: التحية أيضاً لأرض الرافدين التي يزورها الآن الحبر الأعظم حاجاً إلى الأرض التي صدّرت الحرف إلى العالم. لعراقنا القومي الذي وبالرغم من كل الضغوط التي تمارس عليه، انتخى ليمدّ لبنان بالمحروقات بواسطة الصهاريج التي أتت براً عبر الشام، فيعلن بذلك عن شكل من أشكال الوحدة القومية التي توجب توزيع ثروات الأمة على جميع أبنائها. وصلت هذه الإمدادات إلى لبنان الذي حاول أعداؤه إركاعه بالحرب العسكرية، وعدوان تموز عام 2006 دليل على ذلك. فكان التصدّي، ونال المتن الجنوبي حصته من شرف قتال عدونا الوجودي.
ولأن الحرب العسكرية خابت، انتقل أعداء لبنان إلى الحروب الناعمة ومن ضمنها الحرب الاقتصادية التي ظهرت نتائجها خلال الفترة السابقة. حرب من نوع جديد أريد للبنان أن يخسرها، فيتخبّط الآن متعثراً في معالجة أوضاعه المأزومة وحتى في تشكيل حكومة تتحمّل مسؤولياتها.
وختم مهدي: في عيد الأول من آذار، نؤكد الهوية القومية المقاومة لبيروت الشهيد خالد علوان، فنعيد الذاكرة إلى من فقدها ونسمعه من جديد صراخ جنود الاحتلال يوم 24 أيلول عام 1982 على إثر عملية الومبي البطولية "يا أهل بيروت، لا تطلقوا النار إننا راحلون".
بهذا الإيمان نحن ما نحن، وبهذا الإيمان نحن ما سنكون، وبما نحن وبما سنكون، سيظل هتافنا في العالم يدوي "لتحي سورية وليحي سعاده"