استقبل غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الثلثاء 9 آذار 2021، في الصرح البطريركي في بكركي، مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم في زيارة تم فيها عرض لآخر المستجدات على صعيد مسألة تشكيل الحكومة
استقبل غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الثلثاء 9 آذار 2021، في الصرح البطريركي في بكركي، مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم في زيارة تم فيها عرض لآخر المستجدات على صعيد مسألة تشكيل الحكومة.
ثم التقى غبطته رئيس الجمهورية السابق الشيخ أمين الجميّل، الذي اعتبر بعد اللقاء: " أن مواقف البطريرك الراعي بوصلة تدل إلى طريق الخلاص وتؤكد الثوابت والمسلمات التي بني عليها لبنان، ونحن في مرحلة جديدة رسم طريقها صاحب الغبطة وبالتالي نأمل أن تتضافر كل الجهود لتحقيق هذا الهدف وأن تتحوّل الشعارات التي طُرحت الى واقع ملموس، كي نستطيغ إنقاذ لبنان من المستنقع الصعب الذي يتخبّط فيه مع كل المصائب المالية والاقتصادية والتفجيرات وجائحة كورونا ".
وأضاف : "يجب أن نساعد أنفسنا قبل أن نطلب المساعدة من أحد، من خلال خطة عمل مشتركة، وبالتالي إن طلب التدويل لا يعني وصاية جديدة على لبنان، بل مساعدة من المجتمع الدولي تحمي لبنان من مشاكل الخارج وتعزّز الوحدة الداخلية، وفي إطار موضوع الحياد والتدويل قدّمت لصاحب الغبطة المستندات القديمة التي كانت في أرشيف العهد والتي تُعنى بهذا الموضوع"
وعن رأيه في كلمة قائد الجيش العماد جوزيف التي القاها يوم أمس امام اركان القيادة، لفت الجميل الى ان : "كلام قائد الجيش يتكامل ويتقاطع مع كلام البطريرك الراعي، وهو صرخة ضمير ونحن إلى جانبه في حماية الوحدة الوطنية، فالجميع يعرف الدور الذي يقوم به للمحافظة على الكيان وأشعر بمدى خوفه على الجيش الذي هو من الشعب، على امل أن يتعظ المسؤولون من هذا الكلام الخطير الذي قاله قائد الجيش وهو محق بذلك".
بعدها استقبل غبطته وفداً من الرابطة المارونية برئاسة النائب السابق نعمة الله أبي نصر الذي قال بعد اللقاء: " بكركي والرابطة المارونية، تقاسما معاً التطلّعات والهواجس بلسانٍ واحد،ٍ وإن اختلفت أساليبُ التعبير، هكذا كان شأنهما منذ العام 1952، وهكذا سيبقى عهدُ التواصلِ والتعاون بيننا، لما فيه مصلحة لبنان. إن الرابطة المارونية، إذ تؤيّدُ كلَّ ما جاء في كلمةِ غبطتِكم يوم 27 شباط 2021، ترى في الحَيادِ الإيجابي الناشط، وفي الدعوة إلى إنعقاد مؤتمر دولي لتحييدِ لبنان عن صراعات المنطقة ومحاورِها، خشبةَ خلاصٍ بعد فشلِ القوى السياسية في الإتفاقِ على تصوّرٍ موحّدٍ لإنقاذِ لبنان".
وأضاف: " بعد أن أصبحَ لبنان مخزناً لأخطر أنواعِ الموادِ المتفجّرة، وملجأً لملايينِ النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، ومرتعاً لتدريب المرتزقة، ناهيك عن أزماتِه الإقتصادية الحادّة بفعلِ فسادٍ مُستشرٍ في كلّ مفاصلِ الدولة ومؤسستِها، يُنْبِئُ بثورةٍ اجتماعيةٍ جارفة، ممّا يهدّدُ السلمَ الأهلي ويبرّرُ لا بل يوجب اللّجوءَ إلى الأممِ المتّحدة. لقد أثبتتِ الأحداثُ أننا لسنا في أزمةِ تأليفِ حكومةٍ فقط، بل نحن أيضاً في خِضَمِّ أزمةٍ كيانية، أزمة ولاءٍ وانتماء لوطنٍ واحدٍ موحّد، ديمقراطي، حرّ، سيّد، مستقل، نهائي لجميع أبنائه، أزمة كيان تاريخي مميّز في نوعيتِه، والذي نشاهدُ اليومَ تخريبَه.كيف لنا أن نُجابهَ كلَ هذه التحدّيات إن لم نستعنْ بالأسرةِ الدولية ونحن ممن ساهمَ في تأسيسِها؟".
وختم ابي نصر: "إن الرابطة المارونية ترى في صرخةِ رأس الكنيسة المارونية، التزاماً وطنياً عميقاً، من أجلِ الحفاظِ على لبنان، بعيداً عن كل فئوية ومحور".
واستقبل غبطته سفير لبنان في روما الدكتور فريد الياس الخازن، ثم النواب طوني فرنجية، اسطفان الدويهي، فريد الخازن والوزير السابق يوسف سعادة وتلقى في الوقت نفسه اتصالا هاتفيا من النائب السابق سليمان فرنجية.
تحدث النائب فرنجية بعد اللقاء وقال:" زيارتنا اليوم مثمرة وغنية وصريحة وايجابية. فمن باب الحرص على المصلحة الوطنية في ظل انهيار وتفكك مؤسسات الدولة والنسيج الإجتماعي والإقتصادي هناك هواجس محقة عند سيدنا البطريرك الراعي لناحية مصير هذا البلد. لقد تبادلنا الهواجس والمخاوف حيال ما نسمع من مبادرات. ان المدخل الى كل حل يبقى في تشكيل حكومة. والإمعان في الحياد في هذا الموضوع هو جريمة موصوفة بحق هذا الوطن. وهذه النقطة استحوذت على القسم الأكبر من حديثنا مع غبطته."
وتابع:" ان حوار اللبنانيين فيما بينهم للتوصل الى حلول للأزمات التي نعيشها هو الحل الذي يبعد عنا كل كأس مر حاضرا ومستقبلا. من جديد اؤكد على ايجابية هذه الزيارة وعلى مواصلة الزيارات في هذا الإطار وفي هذا السياق نصلي من اجل نهوض وطننا من جديد. فخوفنا اليوم ان يؤدي هذا الإمعان في العناد الى فوضى عارمة في البلاد ولقد بدأنا نلمس ملامحها على الأرض. نصلي ليبقى هذا الصرح عاليا، ونقول ان الوحدة والإجماع الوطني يبقيان المفتاح كذلك الحوار الوطني الذي يبقى مفتاح كل الحلول. فان تحاورنا وتحدثنا مع بعضنا البعض يمكن عندها ان تزول المخاوف والتساؤلات والهواجس. الجميع حريص على هذا الوطن ومتمسك بالهوية اللبنانية التي نِشأنا وكبرنا ونحن متمسكين بها وسنبقى متمسكين بها."
وختم فرنجية:" النقاط المشتركة مع صاحب الغبطة هي الحرص على هذا البلد."