ثقافة : جمعية تيرو للفنون ضمن القائمة المختصرة لجائزة إيكروم- الشارقة
ضمن إطار المبادرة التي أطلقها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لتعزيز الهوية والتراث في العالم العربي، أعلن مركز “إيكروم” الإقليمي في الشارقة عن القائمة المختصرة للدورة الرابعة لجائزة الممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية (2023-2024).
تضمّنت القائمة 18 مشروعاً من دول عربية عدّة، منها الإمارات، البحرين، تونس، السعودية، سوريا، عُمان، فلسطين، قطر، لبنان، ليبيا، مصر، واليمن. ومن بين هذه المشاريع، لفت الأنظار مشروع جمعية “تيرو للفنون” من لبنان، الذي يركّز على الحفاظ على التراث السينمائي والثقافي عبر إعادة تأهيل دور السينما التاريخية في كل من صور وبيروت، وحماية الملصقات والأفلام التراثية، بالإضافة إلى تعزيز الموروث الشفهي والحرف التقليدية.
المخرج والممثل قاسم إسطنبولي، مؤسس المسرح الوطني اللبناني، عبّر عن فخره بترشيح المسرح الوطني اللبناني، قائلاً: “التواجد ضمن القائمة المرشحة لهذه الجائزة المرموقة يُبرز أهمية العمل على حماية التراث الثقافي في ظل التحديات التي تواجهها منطقتنا. ومبادرة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي تحيي الأمل في إعادة إحياء التراث العربي الذي يُعد جزءاً أصيلاً من هويتنا.”
وأضاف إسطنبولي: “التراث الثقافي لا يقتصر على المواد الملموسة مثل المباني والأفلام، بل يشمل الروح الإنسانية التي تسكنها الذكريات الجماعية والتقاليد التي تنتقل عبر الأجيال. إن إنقاذ دور السينما القديمة في لبنان ليس مجرد مهمة ترميم، بل هو استعادة لجزء من ذاكرة الناس، وفرصة لبناء جسور جديدة مع الأجيال القادمة.”
وتابع: “هذا الإنجاز يكتسب بعداً خاصاً عند ربطه بالواقع اللبناني الحالي، خصوصاً مع ما يتعرّض له التراث الثقافي في لبنان من أضرار جسيمة جراء العدوان الإسرائيلي المتكرر، الذي لم يقتصر على استهداف الأفراد والبنية التحتية، بل امتد ليطال مواقع أثرية وثقافية تُعد من ركائز الهوية اللبنانية. ويمثل التدمير المتعمد للتراث الثقافي جريمة تستهدف محو الذاكرة الجماعية للشعب اللبناني.”
وأكد إسطنبولي أن: “الحفاظ على التراث الثقافي هو مقاومة من نوع آخر، ضد المحو والاندثار، وضد المحاولات المستمرة لطمس هويتنا التاريخية، ولبناء مستقبل أكثر ارتباطاً بجذوره.”
الجدير بالذكر أن جمعية “تيرو للفنون” قامت بإعادة إحياء سينما “ستارز” في النبطية، و”سينما الحمرا” في صور، و”الكوليزيه” في بيروت، و”أمبير” في طرابلس. ورغم الصعوبات الاقتصادية والسياسية التي يمر بها لبنان، تظل هذه المشاريع دليلاً على أن الثقافة يمكن أن تكون وسيلة للتغيير والمقاومة.
تجدر الإشارة إلى أن الإعلان عن الفائزين بالجائزة سيتم خلال احتفالية خاصة في الشارقة في أواخر تشرين الثاني 2024.