أخبار دولية

محاربة الإرهاب في مصر بالأمن وحده لا يكفي بقلم: الفقير نادى عاطف

لطالما خاضت الدولة المصرية معركة شرسة ضد التنظيمات الإرهابية التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد. ورغم الدور الحاسم الذي تلعبه الجهود الأمنية في التصدي لهذه التنظيمات، إلا أن الحرب ضد الإرهاب لا يمكن أن تقتصر على العمليات الأمنية والعسكرية فقط، بل يجب أن تتجاوز ذلك لتصل إلى جذور الفكر المتطرف الذي يغذي هذه الجماعات.

في السنوات الأخيرة، ركزت الدولة المصرية على الجوانب الأمنية لمكافحة الإرهاب، من خلال استهداف التنظيمات المتطرفة وتفكيك خلاياها الإرهابية. ورغم أهمية هذه الجهود، إلا أنها لا تضمن القضاء على الإرهاب بشكل كامل. فمن المعروف أن الإرهاب ليس مجرد تهديد عسكري، بل هو فكر ضال ظلامى يحتاج إلى محاربة فكرية وثقافية تؤثر في عقول الأفراد وتغير من مفاهيمهم.

محاربة الفكر المتطرف: ضرورة استراتيجية

على الرغم من أن العمليات الأمنية والعسكرية لها دور بالغ الأهمية في التصدي للتنظيمات الإرهابية، إلا أن العمل الأمني لا يكفي لوحده. الحل يكمن في محاربة الفكر الظلامي الذي يشكل أساس التطرف والإرهاب. ولعل تجربة الثمانينات والتسعينات في مصر تشكل نقطة انطلاق لفهم هذا الموضوع بشكل أعمق. حينها، تم إرسال علماء دين مستنيرين إلى السجون المصرية لتصحيح مفاهيم السجناء المتطرفين، وهو ما أسهم في تقليل حدة الفكر التكفيري داخل السجون.

العودة إلى هذه التجربة وتطويرها يمكن أن تكون إحدى الاستراتيجيات الفعالة في مواجهة الفكر الإرهابي اليوم. فإرسال علماء دين ذوي توجهات معتدلة ومستنيرة إلى السجون لا يقتصر على إقناع السجناء بتغيير أفكارهم المتطرفة فقط، بل يمتد إلى نشر الوعي الديني الصحيح الذي يتبنى قيم الوسطية والاعتدال.

تعزيز التوعية والتواصل الاجتماعي

إلى جانب الجهود الدينية، يجب أن تستمر الدولة في متابعة أسر وأبناء السجناء المتطرفين، حيث يمكن أن تكون هذه الأسر معرضة لتبني نفس الأفكار المتطرفة. وبالتالي، فإن التواصل مع هذه الأسر وتعزيز ثقافة التسامح والاعتدال وقبول الآخر داخلها يكون جزءًا من استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب.

في النهاية، يجب أن نتفهم أن محاربة الإرهاب لا تتوقف عند مجرد ضرب المجموعات الإرهابية، بل يجب أن تكون حربًا شاملة تسعى إلى تغيير الفكر المتطرف من خلال التوعية، والتثقيف الديني، والاجتماعي. إن هذه الحرب تتطلب تنوع الأدوات المستخدمة، حيث لا تقتصر فقط على القوة الأمنية، بل تشمل أيضًا بناء مجتمع قادر على مقاومة التطرف وتعزيز قيم السلام والاعتدال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *