سمير جعجع: سقوط نظام الأسد مكسب للبنان وسوريا وضرورة لرئيس يلائم المرحلة الجديدة
أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن سقوط نظام الأسد له أهمية كبيرة كما فيه مصلحة للشعب السوري، وهو يشكل مكسباً بحد ذاته بغض النظر عما يمكن ان يكون بعده. على المستوى الداخلي، لفت جعجع الى أن “الحكومة اللبنانية لم تتخذ قرار الحرب، بل إن أحد الاحزاب اللبنانية هو الذي اتخذه وعليه تالياً تحمل كلفة اعادة الاعمار، لا ان يتحملها من رفضوا ويرفضون الحرب، فذلك ليس عدلاً ولا حقاً ولا مساواة. وتمنى جعجع ان تكون المجموعة الشيعية قامت بإعادة قراءة لكل المسار وكل ما حصل وانتجت مقاربات مختلفة. وشدد على انني” لا اطرح ولا اطلب، لكن في ظل هذا الواقع، يجوز التفكير بانتخابات نيابية مبكرة، باعتبار كيف يمكن خوض الوضعية الجديدة بمجلس “عتيق”؟.
بارك جعجع، في مقابلة عبر “هلا لندن”، للجميع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وتحديداً للمناضلين في سبيل حرية الكلمة وخصوصاً جريدة “النهار” التي خاضت صولات وجولات وسقط لها شهيدان على يد نظام الأسد، وهما جبران التويني وسمير قصير. وتمنى ان يشكّل هذا الحدث خاتمة أحزان المنطقة وأن يكون عبرة للجميع حتى لا نشهد مجدداً نظاما مشابها من الآن وحتى أبد الآبدين آمين.”
جعجع شدد، على أنه بخلاف ما يفكر به البعض القليل، فإن سقوط نظام الأسد له أهمية كبيرة كما فيه مصلحة للشعب السوري. البعض يعتبر أنه قد يصل اسلاميون متطرفون بعد الأسد، إلا أن “مين ما وصل” لن نشهد معه نظاماً أسوأ من ذاك النظام بغض النظر عن الخلفية الإيديولوجية وبعيداً من أنه كان لدينا مشكلة كبيرة جداً مع نظام الأسد تكمن في تصرفاته التي كانت أسوأ من تصرفات المتطرفين موضع التخوف، علما انه كان يرتدي وجهاً يغش به الكثير من الناس، كما غش بالفعل الكثيرين من الشرق والغرب على مدى عشرات السنوات، باستثناء السنوات الخمس او الست الأخيرة. من هنا ، نرى أن سقوط نظام الأسد مكسب بحد ذاته بغض النظر عما يمكن ان يكون بعده. أما لجهة ما يمكن ان نشهد بعده، فلا يمكنني أن أعود إلى الايام القليلة التي مرت وبعض التجارب الماضية، علماً ان المعنيين، خصوصاً أبو محمد الجولاني اي أحمد الشرع، يحاول اظهار ذاته بشكل جديد، لكنني لا اعرف إن كانت القصة قصة شكل أم ان المضمون سيلحق بالشكل، لا اريد ان اتسرع في الحكم.”
أضاف “من هذا المنطلق وفي الأحوال كافة، في مختلف الدول والمجتمعات التي شهدت انظمة من هذا النوع واستمرت عشرات السنوات قبل ان تسقط، طبيعي ان تمر بمخاض قبل الاستقرار على شيء ما، خصوصاً ان سقوط الأسد جاء على هذا الشكل، مع الأخذ في الاعتبار مجموعة التدخلات العربية والدولية التي تحدث في سوريا. لذا علينا الانتظار، لكن مهما كان، أكرّر أن سقوط نظام الاسد مكسب بحد ذاته.”
وعن الخشية على لبنان من الميل التوسعي السوري ، قال” في مكان ما صحيح ان هذا الميل لطالما كان موجوداً حتى قبل الأسد، لكنه تفاقم مع حزب البعث الذي لا يعترف بوجود حدود بين لبنان وسوريا والعراق، وهذا ما أدى إلى تداخل الكثير من الأمور في المنطقة وصولاً إلى جملة مشاكل عرفنا كيف بدأت وبالكاد سنعرف كيف تنتهي. أعتقد أن جزءاً من هذا الجموح سيبقى مستمراً بعد كل ما حصل بحكم وجود دولة كبيرة الى جانب دولة أصغر منها. على سبيل المثال ما يحدث بين أميركا والمكسيك أو بين أميركا وكندا، والتي تتمتع بثقافة واحدة ودين واحد وتتشارك الكثير من النقاط، لم تكن العلاقة في ما بينها في أي يوم من الايام 100% طبيعية، من هنا سيبقى شيء من هذا الجموح، لكن لا اعتقد ان شيئا سيوازي وضع الأسد.”
وعن ملف النازحين، أوضح جعجع “أن القوات منذ البداية تتابع هذا الملف وخلال السنوات القليلة الماضية ضربت “الحديدة” وهي غير حامية، فكيف بالحري عندما تكون حامية. بتقديري الأمور لم تعد تحتاج الى جهود كالسابق، وما لفتني انه في الايام القليلة الماضية، اتخذت دول اوروبية كنا نختلف معها في موضوع النازحين، من ضمنها سويسرا، اتخذت قرارات بعدم قبول أي طلبات لجوء سورية بعد الآن، أي انها اعتبرت أن الوضع في سوريا بات طبيعياً، وبالتالي انتهت المشكلة الاساسية وراء اللجوء. ومن هنا انا متفائل بأنه خلال اشهر معدودة، سيُعالج الاساس في ملف النازحين والباقي سيتبع.”
جعجع الذي شدد على ضرورة الغاء المعاهدات كلها بين لبنان وسوريا الاسد، وبينها معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق، أشار إلى أن “لبنان في وضعه الحالي وبخاصة بعد الترتيبات التي واقفت عليها الحكومة في 27 تشرين الماضي على أثر وقف اطلاق النار ، عاد الى اتفاقية الهدنة على حدوده الجنوبية وستعود اليه الدولة الفعلية، وستنشأ من جديد دولة فعلية في سوريا، وبالتالي يجب ان يحصل تفاهم بين الدولتين اللبنانية والسورية برضى كل منهما، وأن تتمتع كلتا الدولتين بالحرية، لا كما كانت الامور أيام اتفاقية الأخوة.”
وعن وجود ضباط تابعين للأسد في لبنان، أكد جعجع أنه “يجب تطبيق القانون، والقانون اللبناني هو قانون دولي، وبعض ضباط الأسد في حقه مذكرات توقيف دولية. لقد عانى الشعب اللبناني جداً من نظام الأسد، وإن لم يكن بقدر معاناة الشعب السوري، وحتى اليوم لا نزال نستقبل أسرى لبنانيين كانوا في السجون السورية، ولا يغيب عن بالي “علي حسن العلي”، الذي ظل 38 سنة معتقلا من دون أن يعلم اهله بأنه موجود.
وقال: في سوريا، لا افهم طبيعة هذا النظام ولا طبيعة البشر الذين كانوا في صفوفه “من الأسد وجر”. وأضاف: “وفق الاصول، وفي حال ارادوا توقيف احد، فليفعلوا، ولكن بعد أن يقولوا ما هي التهمة ويبلغوا عائلة الموقوف. أما الطريقة التي اعتمدها الاسد فهي : التوقيف ، عدم إبلاغ الأهل وإنكار التوقيف. في الحقيقة لم أرَ يوماً شيئاً من هذا القبيل”.
وحول صمت معظم المسؤولين اللبنانيين و”كأنو مضروب على راسهم”، قال جعجع: “المنطقة باتت في مكان آخر وجماعة السلطة في لبنان ما زالوا يراوحون مكانهم. التغيير الكبير تم وتركيبة السلطة في لبنان كانت في مكان ما انعكاساً لتركيبة السلطة في سوريا. لقد تم التغيير في سوريا ولم يحدث شيء في لبنان، ويحاول الموجودون في السلطة عندنا عدم تصديق ما حصل ولا يزالون يتصرفون كما اعتادوا، فإذا وصل على سبيل المثال ضابط سوري كبير، بل كان كبيراً في نظام الاسد، الى ضابط في الأمن العام اللبناني وقال له: افتح البوابة، يفتحها الضابط اللبناني.”
وعن تنفيذ قرار وقف اطلاق النار من الجانب اللبناني، أجاب “الأمور لم تبدأ بعد، بالأمس حصل الاجتماع الأول للجنة الدولية للمراقبة، ومن هذا اليوم علينا ان نبدأ بالحكم. ان موضوع السلاح محسوم، ولا يجوز التشكيك في شأن وجوده أو استمراره، لأن الترتيبات كما سمتها الحكومة، وهي حكومة حزب الله، ووافقت عليها وتم التفاوض عليها بالنيابة عن حزب الله، واضحة جداً، ولا يمكن تأويلها كما حدث ايام الرئيس فؤاد السنيورة، وهي تنص على تطبيق القرار 1701 ومعه القرارين 1559 و1680. ويلحظ الاتفاق الذي وافقت عليه حكومة حزب الله عدم وجود السلاح لا شمال ولا جنوب الليطاني، كما لحظ هذا الاتفاق من هي القوى التي يحق لها حمل السلاح، وبالتالي أمر السلاح محسوم.”
وبالنسبة لفرضية تمنّع حزب الله عن تنفيذ القرار، لا يخشى جعجع من خضة كبيرة، معتبراً أن “حزب الله هو من وافق عبر حكومته على هذا القرار وليس حكومة حيادية او حكومة 14 آذار، هم من فاوضوا وهم من توصلوا لهذا الاتفاق ووافقوا عليه”. وأردف “لقد حصل الاتفاق في 27 تشرين الثاني وسقط الاسد في 8 كانون الأول، وما حصل في التاريخ الأخير قضى نهائياً على أي حلم لأيّ كان، ببناء اي قوة عسكرية في لبنان. سقوط الأسد يعني نهاية الشق الامني والعسكري لحزب الله، فعمق وجود الحزب الأمني والعسكري هو العمق السوري، وعندما يصبح هذا العمق بأيادي أُخرى وينقطع التواصل مع ايران، كيف ستتم تغذية الوجود العسكري للحزب؟
ورداً على سؤال، شدد جعجع على ان الحديث عن مناقشة استراتيجية دفاعية بات “من مخلفات العهد الماضي، “خلص”، لقد اصبح من الماضي بتوقيع حكومة الحزب لا بتوقيعي.”
وعن امكان دمج عناصر حزب الله بالأسلاك العسكرية للدولة اللبنانية، قال: “لست مع ذلك على الاطلاق لأن هؤلاء الشباب، مع اعترافي بقدراتهم الشخصية القتالية الفردية، مؤدلجين “الى الآخر”، وإيديولوجيتهم تتجه بعكس منطق وجود الدولة اللبنانية. فالعنصر الذي كان في ميليشيا الجيش الشعبي للحزب الإشتراكي مثلا، يمكن ان يكون دخوله مفيدا الى الجيش، فهو لا يؤمن الا بالدولة اللبنانية. أما الوضع فمختلف بالنسبة للعنصر الذي كان ضمن صفوف حزب الله، إذ لا يؤمن بوجود دولة لبنانية إنما بوجود أمة حدودها معروفة بالنسبة له.”
وفي ما خص الحزب القومي السوري المسلح والذي يسيطر على بعض أحياء بيروت، أجاب جعجع أن ذلك “مش لأنو قبضاي” إنما بسبب غياب الدولة في لبنان، وقد حان الوقت الآن ليصبح هناك دولة في لبنان. في معسكر “قوسايا”، هناك بقايا منظمات فلسطينية، فما المبرر؟ في “الناعمة” كان هناك بقايا منها وفي “عين الحلوة “كل فترة نشهد اشتباكاً بسبب غياب الدولة.”
وفي ما يتعلق باقتراح انشاء لواء اقليمي في الجنوب تحت سلطة الجيش من مقاتلي حزب الله، شدد على انه ” عندها علينا المطالبة بألوية أخرى في مناطق أخرى، الشيء بالشيء يذكر.”
وحول الموضوع الفلسطيني، لفت جعجع الى أنه “كان لي مجال التواصل مع السلطة الفلسطينيّة في مناسبات عدة، وهي دائماً ما تغطي السلطات اللبنانية في أي اجراءات تريد اتخاذها لضبط الأمن داخل المخيمات وخارجها، والواقع ان السلطات اللبنانية هي التي تقاعست، وهناك قرار اتخذ على طاولة الحوار ونص على ضبط السلاح داخل المخيمات ومنعه خارجها. اليوم وصلنا الى ما وصلنا، ولا يجوز بقاء اي سلاح لا مع اللبناني ولا مع غير اللبناني، بل بيد الجيش اللبناني حصرا في حال قررنا بناء دولة لبنانية.”
رئيس “القوات” أوضح أن خطاب حزب الله اليوم هو خطاب استيعابي لجمهوره، علماً “انني لو كنت مكانه لقلت إن الأمور انتهت الى ما انتهت اليه، ويجب على الانسان الاعتراف بالواقع كما هو، لكن الحزب فضّل خلاف ذلك، وهو يتوجه لجماعته بخطاب يؤكد فيه انتصاره، في حين ان الواقع ليس كذلك. عقيدة حزب الله الاساسية قائمة على أنه مهما حدث “منتصرين”، من يموت يعتبرونه منتصراً، ومن يعيش يعتبرونه منتصراً لأنه ما زال حياً، يهمهم استمرار القضية التي يعتقدون بها.”
واذ شدد على أننا ” نستذكر شهداءنا لأنهم ماتوا من أجلنا لنبقى أحرارا”، لفت جعجع إلى أن الشهادة لدى حزب الله لها معنى آخر تماماً ويعتبرونها عملاً وانجازاً، ولذلك مواءمة الواقع مستحيلة مع هذا المنطق. في كافة الأحوال، برأيي أن خطابهم الحالي، سببه من جهة خلفيتهم الايديولوجية، ومن جهة ثانية استيعاب ما يمكن استيعابه من قواعدهم، علما ان بعض المعطيات التي وردت إلي، تؤكد أن الناس لم تعد مقتنعة جداً بهذا الخطاب، وبالتالي أشك في قدرتهم على الاستمرار على هذا النحو”.
وعن إعادة الإعمار ونظرية عدم قدرة الشعب اللبناني على تحمل عبء أموال اضافية، قال” كي نكون محقين، الحكومة اللبنانية لم تتخذ قرار الحرب، بل إن أحد الاحزاب اللبنانية هو الذي اتخذه وعليه تاليا تحمل كلفة اعادة الاعمار، لا ان يتحملها من رفضوا ويرفضون الحرب، فذلك ليس عدلا ولا حقا ولا مساواة. هناك لبنانيون بيوتهم مهدمة وعلينا أن نطالب من تسبب لهم بهذه الحرب وبتداعياتها من خراب وخسائر، بدفع تكاليف اعادة الاعمار. علينا ان نسعى إلى تحصيل حقوق هؤلاء اللبنانيين مِن الذي ورطهم في هذه الحرب. على ايران التكفل بإعادة الاعمار، لأنها من كانت خلف هذا الحزب والقدرات العسكرية له. إن إعادة الاعمار مكلفة جدا، وقد تصل كلفتها الى نحو 10 مليارات دولار، ومن غير المنطق تحميلها للبنانيين الذين لم يتخذوا قرار الحرب ولا ممثلوهم ولا حكومتهم، وهم اساسا لا يريدون الحرب.”
ورأى أنه “علينا ان نسعى في جلسة 9 كانون الثاني، بعد سنتين وشهرين بلا رئيس للجمهورية، كي يكون لنا رئيس للجمهورية، لكنني اريد ان اتحدث في جوهر موضوع الرئاسة، بعيداً من التكتيكات اليومية، فمنذ بدء الفراغ الرئاسي حتى الآن، هناك الكثير من المتغيرات التي حصلت في منطقة الشرق الأوسط ولبنان. في لبنان المتغيرات مختلفة 180 درجة، لقد كان لبنان في مكان وبات في مكان آخر تماماً، والترتيبات التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية في 27 تشرين الثاني الماضي اعادت لبنان الى اتفاقية الهدنة والى اتفاق الطائف، وعلى هذا الاتفاق ان يطبق وان تصبح الدولة الوحيدة التي تحمل سلاحاً في لبنان. هذا من جهة، أما من جهة ثانية فما حدث بالقرب منا في سوريا ليس تغييرا بسيطاً إنما زلزال، 50 سنة طبعت التاريخ بأبشع الصور وانتهت، وبدأ العهد الجديد في سوريا، وما زلنا لا نعرف ملامحه الاساسية، فهل يجوز بعد هذه المتغيرات كلها ان نستمر نحن نبحث برئاسة الجمهورية كما كنا نبحث بها في السابق؟
أضاف: “محور الممانعة “أول على آخر معطل الانتخابات” وكان يمكن ان تحصل في ايلول 2022، لكنه عطلها لعدم قدرته على ايصال سليمان فرنجية، وكذلك كان يمكن لهذه الانتخابات ان تحصل في كانون الثاني2023 لكنه ايضاً عطلها لعدم قدرته على ايصال سليمان فرنجية، وطوال هذا الوقت كله كنا نحاول، كقوات وكمعارضة، الوصول الى تفاهم ما مع الفريق الآخر أو مع أكبر عدد ممكن من الكتل النيابية لإيصال رئيس “من قريبو”، لذلك علم الجميع بسلة الاسماء المطروحة. اليوم لم نعد هنا، إنما نفكر ونفتش عن رئيس يبدأ ببناء لبنان الجديد انطلاقاً من كل التطورات التي حصلت، إن بالتغيير الداخلي الكبير أو بالتغيير على المستوى السوري، وبالتالي مطلوب رئيس على قدر المرحلة. “أخذت معنا كل هذه الايام” قبل سقوط النظام السوري، وبعد موافقة الحكومة على الترتيبات، الامور تغيرت ونبحث عن حل لا عن “سدّة زجاجة” إنما عن زجاجة كاملة، وحان الوقت في لبنان لقيام دولة فعلية وللوصول اليها علينا البدء برئيس فعلي.
ورداً على سؤال حول توقيت اعلان ترشيحه للرئاسة، أجاب جعجع: “أعلن ترشحي عندما يكون هناك حد أدنى من الكتل النيابية مستعدة لتقبل هذا الترشح، الترشح ليس بطولة، وإن كان هناك عدد مقبول من الكتل النيابية تتبنى ترشيحي وتتقبله، أترشح طبعاً ومستعد لذلك، فنحن نعمل في السياسة لنكون في اكبر قدر من المواقع التي تمكننا من تطبيق برنامجنا السياسي. واضاف: بيت القصيد اننا انتظرنا طويلا، والفريق الآخر يعرف اننا قمنا بمفاوضات عدة ثم اوقفناها لنرى اين اصبحت نظرة الجميع لموضوع الرئاسة. لكن فليكن واضحا، لم نعد في مرحلة البحث عن “سدّة قنينة” إنما في مرحلة التفتيش عن رئيس فعلي يتلاءم والمرحلة الجديدة التي استجدت في لبنان والمنطقة.”
وشدد على أن كل ما كان مطروحا في السابق رئاسياً أصبح من الماضي، الأسماء التي طرحت في المرحلة الماضية كانت انطلاقا من المرحلة الماضية، أما اليوم فنحن في وضعية جديدة.
وردا على سؤال لفت جعجع الى ان “الذي كان يجب ان يحدث مع التيار الوطني الحر كتيار ومنذ زمن، والذي لم يحصل حتى الآن، هو انه لو كان يتمتع بالحد الأدنى من الاخلاقية والاستقامة والصدقية، كان عليه أن يقول “المرة الماضية القوات اعطتنا وعلينا اعطاءها هذه المرة، لكن التيار ليس في هذا الوارد”.
وعن زيارة النواب الأربعة المنشقين عن التيار الوطني الحر معراب، كشف جعجع عن انهم أتوا ليقولوا إننا نلتقي على الكثير من الاهداف، الفرق أننا كنا في التيار وأنتم في القوات، وقد أبدوا استعدادهم للتعاون في المجالات كلها بعد التناقش بالأمور، وطبعاً قلنا لهم “على الرحب والسعة”.
وعن محاولة بري وباسيل ايصال العميد جورج خوري وخلق غطاء مسيحي وغطاء شيعي له، قال جعجع: “عظيم وبعدين؟ لنفترض أنه وصل وهو “آدمي” ومع كامل احترامنا له، هو أو سواه، كيف سيحكم؟ ما هي علاقاته العربية أو الدولية؟ الايام تغيرت ولا يمكن الاستمرار بالتفكير بالطريقة ذاتها وهذا ما يخيفني في موضوع الرئاسة، البعض مرت عليه الاحداث وكأنه يتفرج عليها في فنزويلا او استراليا أو في مكان لا علاقة له بها. في لبنان تبدل الوضع 180 درجة وفي المنطقة كذلك، لذا عليكم ان تغيروا تفكيركم مع تغيّر الوضع”.
وبعدما تمنى ان تكون المجموعة الشيعية قد بادرت الى إعادة قراءة المسار كله وكل ما حصل، واستنتجت مقاربات مختلفة ، قال جعجع ” إذا اردتُ ان احكم على السابق، فإن الثنائي الشيعي سيقوم بـ”بلوكاج” ليس عليَّ فحسب ، إنما على اي خيار جدي، وهذا ليس من مصلحته ولا مصلحة لبنان، لأنه حان الوقت لعودة لبنان. في دبي منذ 40 سنة كانوا يقولون “سنجعل دبي كبيروت”، في سنغافورة، لي كوان يو، اول رئيس حكومة اسس سنغافورة، كان يقول في أواخر الستينات “نريد ان نجعل سنغافورة بيروت الشرق الأدنى. هذا هو لبنان، فماذا فعلوا به؟ اين أوصلونا؟ لقد اصبح لبنان الارهاب والكبتاغون، وبالتالي، من اجل إعادة اعمار لبنان نحتاج إلى “ناس من قماشة معينة.”
وعن موقف المستقلين، شدد رئيس القوات على أنهم غير بعيدين عنا ” وان التواصل قائم، وأخيراً حصل اجتماع في معراب لنواب المعارضة ووضعنا خارطة طريق لملف الرئاسة، واقصى تمنياتي ان يكون هناك رئيس في 9 كانون الثاني، لكن احساسي ان عددا من الكتل يخوض الامور كما في السابق بما لا ينتج رئيساً للجمهورية. وأمام هذا الواقع، لا اطرح ولا اطلب، لكن يجوز التفكير بانتخابات نيابية مبكرة، فإذا كان المجلس النيابي، ما زال مجلس الـ2022 فقط، كيف يمكن مواجهة الوضعية الجديدة بمجلس “عتيق”؟