رسالة تهنئة من سفير فرنسا في لبنان، السيد هيرفي ماغرو، لمناسبة حلول العام الجديد 2025
أصدقائي اللبنانيّين الأعزّاء،
مواطنيّ الأعزّاء،
في مطلع هذه السنة، أتقدّم منكم مع عقيلتي بأطيب الأمنيات بدوام الصحّة والسعادة والإزدهار والأمل لكم ولأقربائكم، في لبنان والخارج.
منذ عامٍ قدّمت إليكم التهاني بعد مرور وقت قصير على تسلُّمي مهامي، في جوّ مُثقَلٍ تبيّن في ما بعد أنّه كان توطئة للفترة الرّهيبة التي مرّ بها لبنان في الأشهر الثلاثة الأخيرة من السّنة. وقد حملت هذه الحرب ما حملته من أحزان ودمار للبلاد التي كانت ترزح تحت وطأة أزمة متعدّدة الأوجه بين شلل المؤسسات وأزمة إقتصاديّة خانقة.
في هذه اللحظات الصعبة، بقيت فرنسا إلى جانب لبنان وسيادته وشعبه من خلال بذل جهود ديبلوماسيّة مكثّفة، أتاحت، مع غيرها من البلدان الصديقة للبنان، وقف الأعمال العدائيّة على كافة الأراضي إذ توصّلت إلى إقرار إتفاق لوقف إطلاق النار.
كما بدا إلتزام فرنسا جليّاً في 24 تشرين الأول الماضي من خلال تنظيم المؤتمر الدولي لدعم شعب لبنان وسيادته، ثمّ من خلال مشاركتها في آليّة المراقبة المكلّفة بالإشراف على حسن تطبيق إتفاق وقف إطلاق النار. يشكّل هذا الإتفاق، شأنه شأن القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حجر الزاوية في جهودنا المبذولة من أجل الإستقرار وسلامة شعوب المنطقة، لا سيّما سكّان جنوب لبنان، الذين يقف كذلك إلى جانبهم، كلّ يوم، النساء والرجال الذين يشكّلون عديد قوات اليونيفيل، ومن بينهم 700 جندي فرنسي من القبعات الزرقاء. أودّ هنا أن أحيّيهم وأن أعرب لهم مجدّداً عن فخري وإمتناني لتضحياتهم في خدمة السلام في أصعب اللّحظات. وأذكر بشكل خاص العريف “فاني كلودين” التي وقعت ضحيّة حادث مأساوي خلال إحدى المهمّات.
طوال هذه الفترة، بقيت فرنسا على إلتزامها تجاه الاستقرار السياسي من خلال مهمّة الموفد الشخصي لرئيس الجمهورية من أجل لبنان، جان-إيف لودريان. بالإضافة إلى ذلك، مع نظرائي أعضاء اللجنة الخماسيّة، عملنا كذلك لإقناع المسؤولين السياسيّين اللبنانيّين بإنتخاب رئيس للجمهورية يجمع اللبنانيين ويكون قادراً على قيادة لبنان من خلال العمل الوثيق مع حكومة مكتملة الصلاحيّات ومجلس النواب بهدف القيام بالإصلاحات الضرورية ووضع البلاد مجدّداً على سكّة الإزدهار في هذه المنطقة من العالم التي تشهد تغيّرات بنيويّة نأمل أن تكون إيجابيّة بالنسبة إلى مستقبل الشعوب فيها. ولا يسعني إلّا أن آمل أن تتيح جلسة التاسع من كانون الثاني بدء حقبة جديدة للبنان.
أصدقائي اللبنانييّن الأعزّاء، مواطنيّ الأعزّاء،
خلال العام المنصرم، تعرّفت إليكم بشكل أفضل ورأيت مجدّداً القوّة التي تتحلّون بها لتتجاوزوا بشجاعة وعزم المِحن التي تواجهونها بكثير من الوقار. إن حيويّتكم وتمسّككم برؤية لبنان ينعم بالسلام والإستقرار سوف يحظيان دوماً بدعمنا مع فريق العمل في السفارة، وأذكر بشكل خاص زملاءنا في فروع المعهد الفرنسي وفي مدارس اللّيسيه، لا سيّما في الجنوب، الذين واجهوا الوضع على نحو يستحقّ الثّناء.
مواطنيّ الأعزّاء،
لقد واجهنا معاً، إلى جانب اللبنانيين، أزمة غير مسبوقة من حيث طبيعتها وحدّتها. وهنا أودّ أن أعرب لكم مجدّداً عن إمتناني إذ تمكّنّا من مواجهة الصّعاب بتضامن ومسؤوليّة، مع أعضاء فريق العمل في السفارة والقنصليّة العامّة الّذين حشدوا جهودهم من دون كلل في خدمة الفرنسيين في لبنان، بما في ذلك في اللحظات التي بلغ فيها اللّايقين ذروته.
أودّ أن أتقدّم منكم جميعاً بأحرّ التّهاني للعام الجديد 2025، آملاً أن يحمل الرّجاء برؤية هذا البلد الذي يحتلّ مكانة مميّزة في قلوبنا يغتنم الفرصة التّاريخيّة المُتاحة ليسلك طريق إعادة بناء دولة قويّة، فهذه ضرورة للتعافي الاقتصادي ولإعادة الإعمار، في خدمة كافّة مواطنيه.
أصدقائي اللبنانييّن الأعزّاء، مواطنيّ الأعزّاء،
أقدّم لكم أطيب التمنّيات للعام 2025، وأؤكّد لكم أننا لن نوفّر جهداً للعمل معاً كي يستعيد لبنان وشعبُه المستقبلَ الذي يستحقّانه.
عاشت الجمهورية، عاشت فرنسا، وعاشت الصداقة بين فرنسا ولبنان.
أتمنّى لكم سنة أمل وسعادة.