دراسة جديدة تكشف مدى جرائم الحياة البرية في لبنان باستخدام الصور من وسائل التواصل الاجتماعي
نشرت جامعة كامبريدج دراسة جديدة رائدة خضعت لمراجعة الأقران حول حجم وتأثير الصيد الجائر غير القانوني للطيور في لبنان. ظهرت الدراسة في الإصدار X من مجلة Oryx – The International Journal of Conservation، وتركز على تحليل مفصل لـ 1,844 صورة ترويجية نشرها الصيادون اللبنانيون على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام.
على مدار عدة أشهر، قام خبراء جرائم الحياة البرية بتحليل وتحديد ما مجموعه 29,542 طائرًا مصطادًا، ينتمون إلى 212 نوعًا، تتراوح بين النسور والعقبان إلى السنونو والهازجة السوداء.
تألف فريق البحث من أندريه ف. راين، المؤلف الرئيسي، وجيسون جريج، وكلاهما من منظمة أرخبيل للأبحاث والحفاظ على البيئة، في هانابيبي، كاواي، هاواي، الولايات المتحدة الأمريكية. كما ضم الفريق لويد سكوت، أكسيل هيرشفيلد، فيليبو بامبرجي من لجنة مكافحة ذبح الطيور (CABS)، بون، ألمانيا، بالإضافة إلى غسان رمضان جرادي، الخبير في جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)، والباحث في الجامعة اللبنانية، بيروت، لبنان.
نتائج الدراسة
كشفت الدراسة أن غالبية الطيور المصطادة تنتمي إلى الأنواع المهاجرة المحمية بموجب القانون اللبناني، حيث تم تحديد 19 نوعًا مدرجًا على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) كأنواع مهددة أو شبه مهددة بالانقراض. كما أن 33٪ من هذه الأنواع تشهد انخفاضًا في أعدادها في أوروبا، مما يسلط الضوء على التأثير السلبي للصيد غير القانوني على هذه الطيور المهاجرة.
على الرغم من استهداف مجموعة واسعة من الطيور، وجد الباحثون أن الطيور الجارحة تتأثر بشكل غير متناسب. وقد تم تحديد 35 نوعًا من الطيور الجارحة في الصور، بما في ذلك أعداد كبيرة من الصقر الحوام الأوروبي والباشق الأوراسي. كما تفاخر الصيادون بعرض أنواع كبيرة أخرى مثل اللقالق والبجع والرافعات، وأحيانًا كانت مئات الطيور الميتة مكدسة في صورة واحدة.
قال الدكتور أندريه راين، المؤلف الرئيسي للدراسة:
“العديد من هذه الصور صادمة للغاية، وقد أصبنا بالذهول مما رأيناه. كانت مشاهد القسوة والتعذيب ظاهرة بلا رحمة، وكان من الصعب علينا مشاهدة هذه الصور.”
وأضاف أن العديد من الصور والمنشورات التي راجعها فريقه تم الإبلاغ عنها للسلطات اللبنانية المسؤولة عن إنفاذ قانون الصيد، لكنه أعرب عن أسفه قائلاً:
“للأسف، لم نرَ أي إجراءات ملموسة ضد الجناة حتى الآن.”
جهود مكافحة الصيد غير القانوني
لمساعدة السلطات اللبنانية والمحافظين على الطبيعة في معالجة هذه المشكلة، تتعاون لجنة مكافحة ذبح الطيور (CABS) مع كل من جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) والمركز الشرق الأوسط للصيد المستدام (MESHC). ومن أبرز نتائج هذا التعاون إنشاء وحدة متخصصة لمكافحة الصيد الجائر (APU)، والتي تعمل على توثيق وتقديم تقارير عن حالات الصيد غير القانوني بالتنسيق مع قوى الأمن الداخلي اللبنانية (ISF) والجهات المعنية الأخرى.
ومن المقرر أن يزور لبنان في أبريل وسبتمبر من هذا العام مجموعة من الخبراء الدوليين لمساعدة وحدة مكافحة الصيد الجائر في توثيق والإبلاغ عن جرائم الحياة البرية في نقاط تجمع الطيور المهاجرة، خاصة في جبال عكار ومحافظة شمال لبنان.
سرحال
علق أسعد سرحال، مدير عام جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)، على نتائج الدراسة قائلاً:
“إن هذه الأرقام والنتائج الصادمة تعكس واقعًا مؤلمًا يهدد التنوع البيولوجي في لبنان. الطيور المهاجرة ليست ملكًا لدولة واحدة، بل هي تراث طبيعي عالمي يجب حمايته. نعمل جاهدين مع شركائنا المحليين والدوليين لضمان تطبيق القوانين وإنهاء هذه الممارسات غير القانونية التي تضر بسمعة لبنان البيئية.”
وأضاف سرحال:
“يجب أن تكون هناك إرادة سياسية حقيقية لمكافحة الصيد الجائر، عبر تعزيز الوعي البيئي بين الصيادين، وتطبيق القانون بحزم على المخالفين، ودعم الجهود المستدامة للحفاظ على الحياة البرية. لبنان يمكنه أن يكون نموذجًا في حماية الطيور المهاجرة، لكن ذلك يتطلب التزامًا جماعيًا من الجميع.”
للإطلاع على الدراسة انقر على هذا الرابط
للإطلاع على عمل وحدة مكافحة الصيد الجائر في لبنان انقر على هذا الرابط