نظّم التيار الوطني الحرّ مؤتمره السنوي العام بذكرى الرابع عشر من آذار، حضره الرئيس المؤسس العماد ميشال عون، رئيس التيار النائب جبران باسيل، أعضاء تكتل لبنان القوي، نواب رئيس التيار مارتين نجم كتيلي وغسان خوري وحشد من الكوادر والملتزمين.
نظّم التيار الوطني الحرّ مؤتمره السنوي العام بذكرى الرابع عشر من آذار، حضره الرئيس المؤسس العماد ميشال عون، رئيس التيار النائب جبران باسيل، أعضاء تكتل لبنان القوي، نواب رئيس التيار مارتين نجم كتيلي وغسان خوري وحشد من الكوادر والملتزمين.
نائبة رئيس التيار للشؤون السياسية
وفي بداية المؤتمر تحدثت نائبة رئيس التيار للشؤون السياسية السيدة مارتين نجم كتيلي، وتلت الورقة السياسية للعام ٢٠٢٥ التي اقرها المجلس الوطني قبل انطلاق اعمال المؤتمر.
كتيلي اشارت في كلمتها إلى أن التيار الوطني الحر، حافظ في كل المحطات التي مرّ بها لبنان والمنطقة، على وضوح الرؤية، وثبات الموقف، والمرونة بالتعاطي مع الأحداث، ووضع ككل مرة المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار
وحَجَب الثقة عن الحكومة لأنها شكّلت بمزاجية واستنسابية وبدون احترام لمبدأ الشراكة. وهكذا صار التيار في المعارضة.
كتيلي أضافت أن التيار رفض أن بجرّ البلد الى حرب لا مصلحة للبنان فيها، ورفض التلاعب بالدستور بانتخابات الرئاسة، وأن يكون تشكيل الحكومة لعبة في يد بعض الأطراف.
فالتيار لم يخضع لا لضغوط، ولا لإغراءات، ولا لإملاءات، لا من الخارج ولا من الداخل، وهدا ما يجسّد المعنى الحقيقي للقرار الوطني الحر، الذي يرفع اليوم شعارًا للمؤتمر لهذا العام.
مضمون الورقة السياسية
بعدها تلت الورقة السياسية التي تضمنت ثلاثة عناوين أساسية: التحديات والمخاطر، الحفاظ على القرار الحر واستعادة الدور، وتعزيز الحضور السياسي في الاستحقاقات المقبلة
.
أولاً: التحديات والمخاطر
1 – السيادة والسلاح:
تنفيذ القرارات الدولية هو أساس لحماية سيادة لبنان، والقرار 1701 واضح: وقف القتال، انسحاب إسرائيل من الجنوب، واحترام السيادة اللبنانية. ولكن إسرائيل تتابع اعتداءاتها وتريد خلق منطقة عازلة، وكأنّ القوانين الدولية غير موجودة.
اما مسؤولية تنفيذ الاتفاق فتقع على الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي، وبالطبع على إسرائيل وحزب الله. المقاومة حق مشروع، ولكن بعد خسارة حرب الإسناد، أصبح ملزمًا حصر الدفاع عن لبنان بيد الدولة، والاستفادة من سلاح المقاومة لتعزيز قدرة الجيش اللبناني على حماية البلد. مقاومة اسرائيل يجب ألا تكون فقط عسكرية، بل يجب أن تشمل الاقتصاد، والإعلام، والديبلوماسية، والثقافة، وهكذا نحمي لبنان من خلال استراتيجية متكاملة للدفاع الوطني.
2- العلاقة مع سوريا والنزوح:
التيار واجه الاحتلال السوري لعقود، وبعد خروجه قال التيار بوضوح أنه يريد علاقة ندّية وسوية مع سوريا. اليوم، بوجود سلطة جديدة هناك، فمن الضروري أن نعيد علاقاتنا عبر المؤسسات الرسمية بطريقة تحمي لبنان وتحقّق مصلحته. فما بيصيب سوريا من تقسيم وعنف مذهبي لا يمكن يسلم منّه لبنان.
فالأولوية اليوم هو حلّ أزمة النزوح السوري، لأن أسبابه انتهت، والناس يجب أن يعودوا الى بلدهم. والتيار لن يقبل بأي تسوية تجعل من النزوح يصير دائمًا، ولن يسكت إذا حاولت الحكومة أو المجتمع الدولي أن يفرضوا علينا توطين النازحين بطريقة مبطّنة.
3- الأزمة الاقتصادية والودائع
لبنان مهدّد اقتصادياً من التسعينات، بس الانهيار الكبير صار بعد 2019، لما تقاطع الخارج مع الداخل لإسقاط الرئيس ميشال عون، ووصل البلد لحالة انهيار غير مسبوقة. العملة انهارت، الفقر زاد، والناس ما بقا عندها قدرة تعيش بكرامة.
إذا الحكومة جدّية بالإصلاح، نحنا جاهزين نتعاون. بس الإصلاح الحقيقي ما بيصير بلا التدقيق الجنائي، وإعادة هيكلة المصارف، وإنشاء الصندوق الإئتماني للاستفادة من أصول الدولة وحمايتها، واسترجاع الأموال المهرّبة لحتى الناس تقدر تردّ ودائعها. بلا هالإصلاحات، ما في استثمارات، ولا تعافي اقتصادي، ولا إستعادة للودائع.
4- الإصلاح السياسي
التيار متمسك بالطائف، ولكن حان الوقت لتطوير النظام السياسي وضبط الثغرات الدستورية. التعديلات التي طرحها التيارلا تغيّر التوازنات ولا تمسّ بالصلاحيات، ولكن توقّف التعطيل وتمنع الفراغ، خاصة بتحديد المهل الزمنية لانتخاب الرئيس وتشكيل الحكومات وتوقيع المراسيم. وأيضًا، اللامركزية الموسّعة التي صارت حاجة ملحّة لأنها تؤمن إنماءً متوازنًا وتخفّف من الفساد الذي دمّر الدولة.
ثانياً: القرار الحر واستعادة الدور
1- الدور السياسي للتيار
منذ 17 تشرين 2019، قامت حملِة شيطنة للأحزاب لصالح منظمات مدعومة من الخارج،ولكن التيار واجهها. فمن غير المقبول أن يصير العمل الحزبي تهمة. الأحزاب هي الأساس في الحياة السياسية، والتيار متمسك بإنتمائه وهويّته، ولت يسمح لأحد أن يلغي دوره. التيار سيكمل بنضاله من أجل السيادة، والشراكة، وبناء الدولة، ولن يسمح لأحد أن يخيّره بين هذه العناوين الثلاثة.
2- التيار – المعارضة
التيار خارج الحكومة، وسيكون معارضة بنّاءة، وليس تخريبيّة. و سيراقب، ليدعم ما هو جيد، ويعارض ما هو جيد وخاطئ ويحاسب عليه.التيار لا يريد أن يفشّل الحكومة لمجرد أنه ليس فيها، بالعكس، فهو يريد نجاح البلد.
في العهد السابق، تعرّض التيار لحملات تخريب وافتراء تحت مسمّى “معارضة”، ولكنه قرّر الا يكون مثلهم.
التيار سيعارض بإيجابية وبمسؤولية بعيداً عن النكد والشعبوية. وأبعد من ذلك وعند اللزوم، سيكون التيار معارضة إنقاذية لحماية الوجود والدور.
3- حماية الدور من حماية الوجود
قرار التيار الحر هو استمرار لنضال الذين سبقوه بتأسيس الدولة، وهو شرط أساسي حتى تعود ثقة شابات لبنان وشبابه ببلدهم فيبنوا مستقبلهم فيه. التيار يريد أن يكون لكل مكوّن من المكوّنات اللبنانية دور فاعل بتحويل لبنان مركزًا للحوار، والإبداع، والاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي، وباستعادة لبنان لدوره كـ “مرفأ الشرق ومصرفه ومكتبته وجامعته ومستشفاه.”
ثالثاً: تعزيز حضور التيار في الاستحقاقات الآتية
هناك استحقاقانمهمان: الانتخابات البلدية والاختيارية والانتخابات النيابية.
في البلديات والمخاتير، يعمل التيار على تعزّيز النموذج الناجح، كما يستمر بالمطالبة باللامركزية، لأنها الحل للإنماء المتوازن.
أما في الانتخابات النيابية، فالهدف هو المحافظة على التمثيل الصحيح ورفض أي محاولة للمسّ بقانون الانتخاب لضرب صحة التمثيل عبر هيمنة أكثريات عددية وحرمان المنتشرين من حقّهم بالتصويت وبالتمثيل المباشر .
ولتأمين النجاح في هذه الاستحقاقات سيعمل التيار على:
التواصل المباشر مع الناس لأن التيار هو صوتهم وأملهم.
التحالفات المحلية التي تفيد كل منطقة.
التحالفات السياسية الوطنية المبنية على مشروع واضح.
تجديد التيار من الداخل، بناءً على المحاسبة والمكافأة والالتزام.
نائب رئيس التيار للشؤون الادارية
بعدها جاءت كلمة نائب رئيس التيار للشؤون الإدارية غسان خوري الذي أكد على أن التيار استطاع أن يلعب دائمًا الدور الأساسي بالحفاظ على البلد
وخلال الأشهر الإثني عشر الماضية كان التحدي الأكبر على المستوى التنظيمي مواكبة الديناميكية السياسية لقيادة التيار، ديناميكية تمحورت حول الحفاظ على استقلالية قرارنا وسيادة وحرية مواقفنا.
فالعام 2024 كان عام الحرب المدمرة على لبنان
التي كلفت البلد الآف الشهداء والمصابين، وعشرات الآف المساكن والمؤسسات، وأكثر من مليون نازح، ومليارات الدولارات من الخسائر المباشرة وغير المباشرة.
وكانت سنة التغيرات الإقليمية والعالمية التي كان لها ارتداداتها وتأثيراتها على بلدنا.
و في هذه السنة أكد التيار على تمسكه بدوره الوطني،
والتياريين بالوفاء والحفاظ على انتمائهم والتزامهم،
وسنة تأكيد القيادة رفض التهاون مع المخالفين على أي مستوى كانوا.
خوري عرض للنقاط التي تم التركيز عليها استكمالاً لرؤية التيار يلي أطلقت في المؤتمر الوطني الوطني في آذار 2023، :
تمتين الالتزام والانتظام بالتيار،
تأمين ديناميكية عمل اداري داخلي،
التواصل والتفاعل مع المناصرين،
تفعيل دور الشباب بالعمل التنظيمي والسياسي.
وأضاف انه وفي العام الفائت انتسب للتيار 421 شخص من مختلف الاقضية والاعمار وتمت إعادة هيكلة وتفعيل اللجان التنفيذية والاستشارية، ومتابعة عملية الاستنهاض بتعديل 75% من هيئات الأقضية وتكليف 137 مندوب وهيئة محلية جدد، بالاضافة الى تفعيل عمل قطاع المهن، مما أمن الفوز بمراكز نقابية أساسية وكذلك متابعة الاستحقاقات التربوية الوطنية، وتنظيم 306 نشاطات محلية وفي الانتشار هذا الى حانب تسريع العمل الإداري بتسهيل طلب الموافقات والحصول عليها، وإنهاء تحديث المقر العام وتجهيزه، وتمت مساعدة حالات اجتماعية وإنسانية وصحية معنوياً ومادياً.
وكذلك مواكبك الاحتياجات الطبية للملتزمين وعائلاتهم من خلال مستوصفات شبه مجانية، واتفاقيات تعاون بتقدم حسومات خاصة، وبرنامج تأمين صحي بأعلى المعايير وبأسعار مدروسة.
بالاضافة الى إقامة خلوات عمل، واستكمال برنامج 20 ست و20، و ستتابع أكاديمية التيار عملها بتطوير القدرات والتخصص المهني. الى جانب استكمال تحديث معلومات المنتسبين، الشخصية والمهنية والتيارية، للانطلاق بشبكة تواصل داخلي ، كما تم تثبيت التقيد بالإنفاق المالي بحسب الموازنة السنوية، وإطلاق أنشطة رياضية شاركوا فيها من مختلف الأقضية.
الخوري توجه بالشكر للتياريين على المجهود الجبار الذي قاموا به خلال الحرب المدمرة،
من حيث مساعدة النازحين في مراكز الايواء، وجمع التبرعات التي أمنت المواد والاحتياجات الأساسية، الى جانب المطابخ الميدانية وتوزيع عشرات الآف الوجبات الساخنة.وأضاف:” منوعد رفاقنا بالمناطق المتضررة نساعدهم للحصول على حقوقهم يلي بتأمن إعادة الاعمار وبتسهل عودتن الكريمة.”
نائب رئيس التيار عرض لسبع محاور سيكونون أساس تحرك التيار في الأشهر القادمة وهي
1- بالانتخابات البلدية والاختيارية
2- التواصل مع الناس والتحضير للانتخابات النيابية
3- الترشيحات الداخلية
4- الصندوق الانتخابي
5- الـDigital Media
6- الانتشار
7- الشباب
الخوري ختم موجّهًا كلمة للعماد ميشال عون
وعده فيها بمواجهة التحديات، والمحافظة على المؤسسة وتسليمها للأجيال المقبلة. وأضاف:” ونبقى ضمانة بعضنا البعض، ملتزمين بالتيار الوطني الحرّ، بالقرار الوطني الحرّ.”
كذلك عرض قطاع الشباب لخطط العمل المقبلة في مختلف القطاعات والملفات.
واختتم المؤتمر بكلمة لرئيس التيار النائب جبران باسيل