المطران ابراهيم استقبل المفتي غزاوي معايداً بالفصح
المطران ابراهيم استقبل المفتي غزاوي معايداً بالفصح
استقبل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، في مطرانية سيدة النجاة، سماحة مفتي زحلة والبقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي في زيارة معايدة بعيد الفصح المجيد، يرافقه امام مسجد قب الياس الشيخ الدكتور عبد الرحمن شرقيّة، امام مسجد المعلقة ورئيس قلم المحكمة السنية في شتورة الشيخ ابراهيم البريدي وامام مسجد حوش الأمراء الشيخ محمود موسى، بحضور النائب الأسقفي العام ألأرشمندريت ايلي معلوف، الأرشمندريت عبدالله عاصي، الأرشمندريت جوزف الصغبيني، الآباء اليان ابو شعر، ادمون بخاش وفادي الفحل.
ورحب سيادته بالمفتي غزاوي والوفد المرافق شاكراً الزيارة وقال :
” بفرحٍ عميق، وبمحبةٍ صادقة نابعة من القلب والإيمان، نستقبلكم اليوم في هذه الدار المباركة، دار اللقاء والرجاء، في مناسبة عيد القيامة المجيد، عيد انتصار النور على الظلمة، والرجاء على اليأس، والحياة على الموت.
إن حضوركم بيننا اليوم، ليس مجرّد زيارة بروتوكولية، بل هو علامة ناصعة على أن في هذا الوطن رجالَ دينٍ وعقلٍ وحكمةٍ يؤمنون أن لبنان لا يُبنى إلا بلقاء القلوب قبل لقاء السياسات، وبحوار المحبة قبل أي حوار آخر.”
واضاف ” في زمنٍ تكثر فيه الانقسامات، ويشتدّ فيه الخوف، وتعمّ الأزمات في لبنان والمنطقة، يأتي لقاؤنا هذا ليؤكد أن الأمل لا يزال ممكناً، وأننا – مسيحيين ومسلمين – لسنا فقط أبناء وطن واحد، بل أبناء قضية واحدة، ومسيرة واحدة، وهمٍّ واحد، هو خلاص هذا الوطن من أزماته البنيوية والاقتصادية والروحية.
في خضم الانهيار الذي يعصف بمؤسسات الدولة، وانكماش العدالة، وضياع الشباب بين الهجرة والبطالة، نشعر بالحاجة الملحّة إلى أن يبقى صوت رجال الدين صوتَ ضميرٍ وميزانًا أخلاقيًا، يدعو إلى الإصلاح، ويحمي كرامة الإنسان، ويحرّك الساكن في ضمير الحاكم.”
وتابع ” نحن مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى التلاقي على ما يجمعنا من قيم روحية ووطنية، وأن نكون شهودًا على أن العيش الواحد ليس مجرد صيغة، بل هو التزام ورسالة. فلبنان لم يُرَد له أن يكون ساحة، بل رسالة، كما قال القديس البابا يوحنا بولس الثاني، رسالة سلام وعدالة وتنوع في وحدة، ووحدة في تنوع.
إنّ عيد القيامة الذي احتفلنا به، يدعونا لنؤمن أن وراء كل جمعة عظيمة، فجرًا جديدًا لا بدّ أن يشرق، وأننا، معًا، مسيحيين ومسلمين، مدعوون لحمل هذا الوطن على أكتافنا، لا هربًا من الألم، بل وفاءً للحقّ.
نصلّي من أجل لبنان، هذا الوطن المتألم، ومن أجل فلسطين الجريحة، ومن أجل كل شعب مظلوم يتوق إلى الحياة الكريمة، ونشدّد معكم على أن الدين ليس مشروع هيمنة، بل رسالة تحرير، وأن رجال الدين هم حرّاس القيم، لا تجّار أزمات.”
وختم المطران ابراهيم ” إن وجودكم بيننا اليوم، يبعث الرجاء، ويؤكّد أن الجسور ما زالت قائمة، وأن نور الفصح يمكنه أن يبدّد عتمات السياسة والفتن، إذا ما تحلّينا بالشجاعة الروحية والرؤية الوطنية.
نشكركم على تهنئتكم الأخوية، ونردّها إليكم بمثلها، وبمحبة عميقة، سائلين الله أن يعيد هذه الأعياد على الجميع، وقد نهض لبنان، وعمّ السلام في ربوعه وفي المنطقة كلّها.
أهلاً وسهلاً بكم في داركم، وكل عام وأنتم بخير.”
المفتي الغزاوي شكر المطران ابراهيم حفاوة الإستقبال وقال في كلمته:
” الحمدلله الذي جعل اجتماعاتنا محبةً لبعضنا ومحبةً لوطننا ومحبةً لمجتمعنا.